The Veil of the Muslim Woman: A Concise Book
مختصر كتاب جلباب المرأة المسلمة
د ایډیشن شمېره
الأولى في القدس سنة ١٤١٩ هـ/١٩٩٨
ژانرونه
الأول: كونه كذبًا في نفسه، وهو ﷺ أرفع مقامًا من أن يمدح به.
والآخر: سدًا للذريعة، وخشية أن يؤدي ذلك إلى ما ادعته النصارى في نبيهم من الألوهبة ونحوها. وقد وقع في هذا بعض المسلمين، على الرغم من هذا الحديث وغيره، وذلك مصداق قوله ﷺ:
«لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» متفق عليه.
قلت: ومع ذلك فإننا لا نزال نسمع بعضهم يترنم بقول القائل مخاطبًا النبي ﷺ:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم!
فهذا شرك في بعض صفاته تعالى، فإن الله ﷿ كما أنه واحد في ربوبيته وألوهيته، فكذلك هو واحد في صفاته، لا يشاركه في شيء منها أحد من مخلوقاته، مهما سمت منزلته، وعلت رتبته، فهذا نبينا محمد ﷺ سيد البشر يسمع جارية تقول في غنائها البريء:
وفينا نبي يعلم ما في غد
فيقول لها ﷺ: «دعي هذا وقولي الذي كنت تقولين» رواه البخاري.
فأين قول هذه الجارية مما يردده بعض المسلمين منذ مئات السنين:
ومن علومك علم اللوح والقلم!
فهو عندهم ليس يعلم فقط ما في غد، بل يعلم ما كان وما سيكون مما سطره القلم في اللوح المحفوظ! بل هو بعض علمه!! سبحانك هذا بهتان عظيم وإثم مبين.
ومن كان له اطلاع على كتب الصوفية والتي يسمونها بالحقائق (!)، وكتب الموالد، ونحوها، يرى من هذا القبيل العجب العجاب.
وقد يتوهم كثير من الناس الذين يريدون أن يحسنوا الظن بكل الناس أن هذه الأقوال التي تقال في مدحه ﷺ لا يقصدون معانيها الظاهرة منها. وأن كثيرين منهم لا يخطر في بالهم ذلك. ونحن نتمنى أن يكون هذا صحيحًا، ولكن: «ما كل ما يتمنى المرء يدركه» ... فقد سمعنا من أناس يظن فيهم العلم والصلاح ما يجعلنا مضطرين أن نسيء الظن بهم وبعقائدهم، وآخر ما وقع من ذلك أن شيخًا منهم (هلك قريبًا) كان يدرس في مسجد بني أمية، فسَّر قوله تعالى في سورة الحديد: ﴿هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم﴾، قال: هو محمد ﷺ، فلما اعتُرض عليه، حاول أن يلطف الأمر بشيء من التأويل، مصرًا على إرجاع الضمير إليه ﷺ، فلما قيل له إقرأ الآية التي بعدها: ﴿هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش﴾، فهل هو محمد؟
فبهت ... ومن يعلم مذهب القائلين بوحدة الوجود، لا يستغرب صدور مثل هذه الكفريات منهم.
1 / 60