The Varieties of Categorization Related to the Interpretation of the Holy Quran
أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم
خپرندوی
دار ابن الجوزي
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
١٤٣٤ هـ
ژانرونه
قوله تعالى في يوسف ﵇: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: ٢٢]، وقال في موسى ﵇: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ [القصص: ١٤]، فما وجهُ زيادةِ «استوى» في قصَّةِ موسى ﵇؟
قال الخطيبُ الإسكافيُّ (ت: ٤٢٠): «والذي يفرق بين المكانين حتى لم ينتظر بيوسف ﵇ الاستواء بعد بلوغ الأشدِّ (١) هو أنَّ يوسفَ ﵇ أخبرَ الله - تعالى - عنه أنَّه أوحى إليه لما طرحَه إخوتُه في الجُبِّ، حيثُ قال: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ﴾ [يوسف: ١٥]، وأراه - عزَّ ذِكْرُه - الرُّؤيا التي قصَّها على أبيه.
وموسى ﵇ لم يُفعلْ به شيءٌ من ذلك إلى أن بلغ الأشدَّ واستوى؛ لأنه لم يعلمْ ما أريدَ به إلا بعدَ أن استأجره شعيبٌ ﵇ (٢)، ومضتْ سنو إجارتِه، وسارَ بأهلِه، فهو أتاه ما أتاه من كرامة الله تعالى.
وقيلَ: إنَّه بعد الأربعينَ، فلم ينتظر بيوسف في إيتاءِ الحكمِ والعلمِ والتَّشريفِ بالوحي ما انتظر به موسى ...» (٣).
(١) هذا الكلام يتعلَّقُ بالمراد ببلوغ الأشدِّ، وهل هو سنُّ الأربعينَ، أو لا؟ وما الفرق بينه وبين الاستواء؟ وليس هذا مجالَ تفصيلِه. (٢) هذا قولٌ لبعض العلماء، والصحيحُ أنَّ الرجلَ الذي استأجرَ موسى ﵇ ليس شُعيبًا النَّبيَّ. ينظر في ذلك: «رسالة في قصة شعيب ﵇»، لشيخ الإسلام ابن تيمية، ضمن جامع الرسائل، تحقيق: الدكتور محمد رشاد سالم (١:٦٠ - ٦٦). (٣) درة التَّنْزيل وغرة التأويل في بيان المتشابهات في كتاب الله العزيز، للخطيب الإسكافي (ص:٢٤٠)، وقد تبعه على هذا التوجيه - ولم يزدْ عليه - مَنْ كَتَب بعده في المتشابه. ينظر: البرهان في متشابه القرآن، للكرماني، تحقيق: أحمد عز الدين عبد الله خلف (ص:٢٢٧)، وكشف المعاني في المتشابه من =
1 / 84