95

The Umayyad Caliphate from the Book of Lengthy Accounts attributed to Al-Dinawari

الخلافة الأموية من كتاب الأخبار الطوال المنسوب للدينوري

خپرندوی

دار الجامعة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م

د خپرونکي ځای

السعودية

ژانرونه

والخلاصة في ذلك أن معاوية ﵁ أقدم على قتل حجر ومن معه؛ لأنه رأى في تركهم إفسادًا لغيرهم، وفي قتلهم قطع للفتنة. يقول ابن العربي: (قد علمنا قتل حجر كلنا، واختلفنا: فقائل يقول: قَتَلَهُ ظلمًا، وقائل يقول: قَتَلَهُ حقًّا، فإن قيل: الأصل قتله ظلمًا إلا إذا ثبت عليه ما يوجب قتله. قلنا: الأصل أن قتل الإمام بالحق، فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل، ولو كان ظلمًا محضًا لما بقي بيت إلا لعن فيه معاوية، وهذه مدينة السلام دار خلافة بني العباس- وبينهم وبين بني أمية ما لا يخفى على الناس- مكتوب على أبواب مساجدها: خير الناس بعد رسول الله ﵌، أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم معاوية خال المؤمنين ﵃؛ ولكن حجرًا - فيما يقال - رأى من زياد أمورًا منكرة فحصبه، وخلعه، وأراد أن يقيم الخلق للفتنة، فجعله معاوية ممن سعى في الأرض فسادًا) (^١). [٢٤]- (ولما قتل حجر بن عدي وأصحابه استفظع أهل الكوفة ذلك استفظاعًا شديدًا. وكان حجر من عظماء أصحاب علي، وقد كان علي أراد أن يوليه رياسة كِندَةَ، ويعزل الأشعث بن قيس (^٢)، وكلاهما من ولد الحارث بن عمرو آكل المرار (^٣)، ....................................................................

(^١) العواصم والقواصم ٢١١. (^٢) الأشعث بن قيس بن معدي يكرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي، أبو محمد، وفد على الرسول ﷺ وأسلم، ثم ارتد، وأسلم مرة أخرى حيث وفد على الصديق ﵁، ومن عليه وزوجه أخته، توفي بعد صلح الحسن ﵁. ابن سعد: الطبقات ٦/ ٢٢، ابن حجر: الإصابة ١/ ٢٣٩. (^٣) والصحيح أن آكل المرار هو (حجر) وليس (الحارث) بن عمرو بن معاوية الأكرمين، والد امرئ القيس الشاعر، سمي بذلك لأن ابن الهبولة السليحي أغار عليه وأخذ امرأته هند بنت ظالم، فقال لها: كيف ترين الآن حجر؟ فقالت: (أراه والله حثيث الطلب، شديد الكلب، كأنه بعير آكل المرار) والمرار نبت حار يأكله البعير فتقلص منه شفته، وكان حجر أفوه خارج الأسنان فشبهته به، فسمي آكل المرار. السمعاني: الأنساب ١٢/ ١٧٠.

1 / 101