27

The Tolerance of Islam in Dealing with Non-Muslims

سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين

خپرندوی

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

ژانرونه

فإذا كان الحاكم لم تتوافر لديه الإثباتات فإنه لا يقيم الحد بل يدرأ الحد بالشبهات كما في قصة الملاعنة المتقدمة، وكما في أمر المقتول من المسلمين عند يهود خيبر إذ لم يثبت من هو القاتل فدفع النبي ﷺ الدية لأهل المقتول بمائة من الإبل (١) . وفيه درء الحد بالشبهة وهي قاعدة فقهية مشهورة، وفي ذلك أثر صحيح عن ابن مسعود موقوفًا " ادرءوا الجلد والقتل عن المسلمين ما استطعتم " (٢) . وصح عن أبي هريرة ﵁ قال: «أتى رجل رسول الله ﷺ وهو في المسجد فناداه فقال: يا رسول الله إني زنيت، فأعرض عنه حتى ردد عليه أربع مرات فلما شهد على نفسه أربع مرات دعاه النبي ﷺ فقال: أبك جنون؟ قال: لا، قال: فهل أحصنت؟ قال: نعم، فقال النبي ﷺ: " اذهبوا به فارجموه» (٣) وفي رواية صحيحة أن النبي ﷺ لما أتاه ماعز بن مالك قال: «لعلك قبّلت أو غمزت أو نظرت؟ قال: لا، قال رسول الله ﷺ: أنكتها؟ - لا يكني - قال: نعم، قال: فعند ذلك أمر برجمه» (٤) .

(١) انظر صحيح البخاري - الديات - باب القسامة ح ٦٨٩٨. (٢) أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي بسند ثابت (انظر إرواء الغليل ٨ / ٢٦) . (٣) صحيح البخاري - الحدود - باب لا يرجم المجنون والمجنونة، رقم (٦٨١٥) . (٤) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٣٣٨ وأبو داود في السنن ح ٤٤٢٧ وصححه الألباني (إرواء الغليل ٧ / ٣٥٥) .

1 / 27