158

The Surah Al-Waqi'a and Its Approach to Beliefs

سورة الواقعة ومنهجها فى العقائد

خپرندوی

دار التراث العربي

شمېره چاپونه

الثالثة-١٤١٨ هـ

د چاپ کال

١٩٨٨ م

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

وقوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
دليل على النبوة. نزلت لتسجل أخلاق النبي قبل البعثة لأن سورة القلم نزلت بعد سورة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ)
فلا يتصور أن القرآن يعني بها أخلاق النبي ﷺ بعد البعثة وإذا كانت أخلاقه قبل البعثة كما وصف القرآن فإن هذه الأخلاق قد رشحته للنبوة ولا شك أن أخلاقه بعد النبوة أكمل.
...
فالسيدة خديجة - رضى الله عنها - وهرقل ملك الروم كلاهما استدل بأخلاق النبي ﷺ على نبوته.
وعلى هذا المنهج فقوله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
ترسم دليلا من أخلاق النبي ﷺ على صدق دعوته.
ومعلوم أن الآية الكريمة تتكلم عن أخلاق النبي ﷺ قبل بعثته.
لأن سورة القلم نزلت بعد سورة اقرأ بأيام قلائل لا يمكن أن نتصور فيها حدوث تغير في أخلاق النبي ﷺ.
فالله سبحانه يمدح أخلاق النبي ﷺ قبل بعثته وهو الجانب الذي أهله للنبوة (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)
وإذا كان النبي ﷺ قبل النبوة على خلق عظيم فإنه بعد النبوة تمم مكارم الأخلاق.
والذى يعنينى هنا أن أخلاق النبي ﷺ امتدحها القرآن ليقيم بذلك دليلا عقليا على نبوته.
فأول مبادئ الأخلاق هو الصدق، والصادق لا يكذب أهله.

1 / 170