The Sufi Thought in Light of the Quran and Sunnah

Abdul Rahman bin Abdul Khaliq d. 1442 AH
53

The Sufi Thought in Light of the Quran and Sunnah

الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة

خپرندوی

مكتبة ابن تيمية

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

الأمر قول أحد الأعراب للنبي ﷺ: والله إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، وإنما أقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار؛ فقال ﷺ: [حولها ندندن] (رواه أبو داود (٧٩٢ و٧٩٣) وابن ماجة (٩١٠) وأحمد (٣/٤٧٤ و٥/٧٤) وابن خزيمة، وصحح إسناده الألباني في (صفة الصلاة - ٢٠٢»، فإذا كان الرسول ﷺ يدندن بدعائه حول الجنة، فهل يتصور عقلًا وجود رجل أو امرأة أكمل منه ﷺ فيدعو الله ويعبده لا طمعًا في جنته ولا خوفًا من نار؟ . وهذه الحالة التي سعى المتصوفة إلى تحقيقها، أعني عبادة الله مجردة عن الطمع والخوف جرت عليهم البلايا: فقد سعوا إلى غاية أخرى بالعبادة وهي القول بالفناء في الرب، وجرهم هذا إلى الجذب، ثم جرهم هذا إلى الحلول، ثم جرهم هذا في النهاية إلى وحدة الوجود. وفي هذا الفصل من الرسالة سنسوق إليك الأدلة على هذا التسلسل العقائدي. وقد مر بك أن رابعة العدوية لما اشتكت، وعادها بعض المتصوفة زعمت أن ذلك بسبب غيرة الله عليها (هكذا) لأنها مالت بقلبها إلى الجنة. وإني لأتساءل: من أين لها أن تعلم حب الله لها وقبوله لعملها، فضلًا عن غيرته ﷾ عليها؟ وقد وصف الله ﵎ المؤمنين بقوله: ﴿إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون﴾ [المؤمنون: ٥٧ - ٦١] . وقد سألت السيدة عائشة ﵂ رسول الله ﷺ عن قوله تعالى: ﴿يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة﴾ [المؤمنون: ٦٠] . فقالت يا رسول الله يسرقون ويزنون ويخافون؟ قال: (لا يابنة الصديق، ولكن يصومون ويصلون ويخافون

1 / 58