The Sufi Thought in Light of the Quran and Sunnah

Abdul Rahman bin Abdul Khaliq d. 1442 AH
163

The Sufi Thought in Light of the Quran and Sunnah

الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة

خپرندوی

مكتبة ابن تيمية

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

(لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر) ". قلت: هذا إبليس والزنادقة لم يصل إلى هذا الحد في الكفر فالمقصود بقول رسول الله [إن الله هو الدهر] هو أنه ﷾ مقدر المقادير؛ فسب الأيام سب لله لأنه هو مقدر المقادير ﷾ والزمان لا دخل له في ذلك. فنهانا الرسول ﷺ عن سب الزمان لأن هذا من ثم يتوجه إلى الله ﷾. وليس مقصود الرسول حتمًا أن الله هو الزمان لأن الله جل وعلا هو خالق الزمان والمكان والخالق غير المخلوق. وأما الدهرية فإنهم لا يؤمنون بإله أصلًا والجيلي يجعل هؤلاء الملاحدة عبادًا لله. . انظر. . الغزالي وطريق الكشف لعل من العجائب والغرائب أن يسقط رجل في طريق التصوف كالغزالي ﵀ وعفا عنه. وعلى ما كان منه فقد كان من علماء الشريعة. ولكن لقصر باعه ﵀ في علم السنة ومعرفة صحيح الحديث من ضعيفه فقد اغتر بما عليه الصوفية من ظاهرهم، وما يبدونه ويعلقونه من الورع والتقوى، ولما كان عنده من الفلسفة الأولى التي دخل في بطنها ولم يستطع الخروج منها على حد قول تلميذه الإمام ابن العربي المالكي ﵀ فإنه قد دون للمتصوفة ما دون في كتابه إحياء علوم الدين. ومن ذلك ما نقله عنهم في زعمهم بالكشف حيث يقول: " فالأنبياء والأولياء انكشف لهم الأمر، وفاض على صدورهم النور، لا بالتعليم والدراسة والكتابة للكتب، بل بالزهد في الدنيا والتبري من علائقها، وتفريغ القلب من شواغلها والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى. فمن كان لله، كان الله له - وزعموا أن الطريق في ذلك، أولًا بانقطاع علائق الدنيا بالكلية، وتفريغ القلب منها، وبقطع الهمة عن الأهل والمال والولد والوطن، وعن العالم والولاية والجاه، بل يصير قلبه إلى حالة يستوي فيها وجود الشيء وعدمه. ثم يخلوا بنفسه في زاوية مع الاقتصار على الفرائض

1 / 171