124

The Story of Civilization

قصة الحضارة

خپرندوی

دار الجيل

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

التي تحيط بهم حينئذ، بل أنهم لا يسمحون لرجل حضر الاحتفال أن يضاجع زوجته".
وتظهر أعياد كهذه في عصور المدنية التي دونّها التاريخ، فاحتفالات "باخي" عند اليونان، وأشباهها في روما وفي فرنسا إبان العصور الوسطى وفي إنجلترا وسائر الاحتفالات التهريجية التي نشاهدها في عصرنا، كل هذه من قبيل الأعياد الإباحية القديمة.
على أن شعائر الزراعة هذه تتخذ في بعض البلاد هنا وهناك صورة أقل ظرفًا مما ذكرنا- كما هي الحال عند البونيين Pawness وعند هنود جوايا كيل؛ فرجل يضحى به في وقت البذر حتى تخصب الأرض بدمائه- وفيما بعد خفت الصورة بعض الشيء، فاكتفوا بذبح الحيوان قربانًا-؛ حتى إذا ما حلّ موسم الحصاد فسّروه بأنه بعث للرجل الذي مات ضحيةً، فكانوا يخلعون عليه قبل موته وبعده جلال الآلهة؛ ومن هذا الأصل نشأت الأسطورة التي تروى في ألف صورة مختلفة كيف يموت الله في سبيل شعبه، ثم يعود إلى الحياة بعدئذ ظافرًا؛ وعمل الشعر على زخرفة السحر حتى حوله ضربًا من اللاهوت، واختلطت الأساطير تروى عن الشمس بشعائر الزراعة اختلاطًا فيه تناسق وانسجام، بحيث أصبحت الأسطورة التي تروى عن موت الإله وعودة ولادته، لا يقتصر مدلولها على موت الشتاء وعودة الحياة إلى الأرض في الربيع بل جاوزت ذلك إلى الانقلابين الآخرين: الصيفي والخريفي، وما يعقب ذلك من قصر النهار وطوله؛ ذلك لان حلول الليل لم يكن إلا جزءًا من هذه المأساة؛ فإله الشمس يموت كل يوم مرة ويولد كل يوم مرة، فكل غروب له بمثابة الاستشهاد على الصليب، وكل شروق هو بعث له ونشور.
والظاهر أن التضحية بالإنسان- التي ذكرنا من شتى صنوفها مثلًا واحدًا- قد أخذ بها الإنسان في كل الشعوب تقريبًا، فتظهر ها هنا يومًا وهنالك يومًا،

1 / 113