The Siwak and the Sunnah of Fitrah - Al-Muqaddim
السواك وسنن الفطرة - المقدم
ژانرونه
حكم تطويل المرأة لأظفارها وصبغها بالمناكير
أما ما تفعله بعض النساء الفاسقات من تدميم أظفارهن بالصبغ الأحمر، الذي يسمى: المانوكير، وإطالة أظفارهن إلى حدّ يشبه الوحش، فهذا كله من المنكرات التي تدل على فساد في الذوق وفساد في الفطرة، ولا أدري كيف يرون هذا جمالًا؟! إذ كيف يصبح شكل امرأة تطيل أظافرها كالوحوش، وتصبغها أيضًا بلون الدم كأنها تلطّخت بدم الفريسة؟! فسبحان الله! هذا انتكاس في الذوق والفطرة، فضلًا عن مخالفته للآداب الشرعية، فضلًا عن أنه لا يصح أن تعلن عن نفسها أنها لا دين لها ولا خلق ولا تقوى ولا خوف ولا استحياء من الله، فهي لا تصلي؛ لأن هذا الطلاء يكون حائلًا وحاجزًا بين الماء وبين البشرة على أظافرها، فهل يعقل أن تظل كل يوم تستعمل المزيلات المعروفة مثل الأسيتون أو غيره؟! وغالب هؤلاء النساء لا دين لهن، ولا خوف لديهن من عقاب الله ﵎، ويظهرن هذه الزينة القبيحة الدميمة، ويرين هذه الأشياء جمالًا، فهذا منكر مذموم؛ لأن فيه تغييرًا لخلق الله ﵎، وهذا الفعل يستلزم اللعن كما جاء في الحديث قول النبي ﵊: (لعن الله الواشمات والمستوشمات) إلى أن قال ﵊: (المتفلّجات بالحُسْن المغيرات لخلق الله).
أيضًا: لأن في هذا الفعل السيئ القبيح تشبهًا بالكافرات الفاجرات، وقد قال ﵌: (من تشبه بقوم فهو منه)، وقال ﵊: (ليس منّا من عمل بسنة غيرنا).
وأيضًا: لأن هذه منافاة للفطرة السليمة، التي هي: ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ [الروم:٣٠] وقد قال ﵊: (الفطرة خمس) وذكر منها: (وتقليم الأظفار)، وفي حديث أنس ﵁ قال: (وقّت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة ألا نترك أكثر من أربعين ليلة) رواه مسلم وغيره.
ولذلك يقول بعض الشعراء مخاطبًا مثل هذه النساء الفاسقات: قل للجميلة؛ وأنا أغيّر هذا اللفظ وأقول: قل للجهولة أرسلت أظفارها إني لخوفٍ كدتُ أمضي هاربًا إن المخالب للوحوش نخالها فمتى رأينا للظباء مخالبًا؟!! بالأمس أنتِ قصصتِ شعركِ غيْلةً وأزحتِ عن وضع الطبيعة حاجبًا وغدًا نراكِ نقلتِ ثغركِ للقفا وأزحتِ أنفكِ رغم أنفكِ جانبًا مَن علّم الحسناء أن جمالها في أن تخالف خلقها وتجانبا؟! إن الجمال من الطبيعة رسمُه إن شذّ خطٌّ منه لم يك صائبًا فهذا شيء يستقبح، ومن الانتكاس في الذوق والفطرة أن يرى الناس هذا الخبث والدمامة جمالًا، فهو جمالٌ عند من لا دين له ولا خلق.
3 / 5