21

The Siwak and the Sunnah of Fitrah - Al-Muqaddim

السواك وسنن الفطرة - المقدم

ژانرونه

استحباب اتخاذ الجمة إن اتخاذ الشعر أفضل من إزالته وقد سئل الإمام أحمد عن الرجل يتخذ الشعر؟ أي: ينمي شعره، فقال: سنّة حسنة، لو أمكننا اتخذناه. لا للرجل من لحية، وإلا كانت صورته صورة النساء، خاصة في المجتمعات التي تنتشر فيها النساء المتبرجات. ولا بأس أن يرسل شعره، وإن قصر فإلى شحمة الأذن أو إلى المنكبين إذا أطاله، بل يشير هنا الإمام أحمد إلى أنه سنّة حسنة، لكن يُشترط أن ينوي بذلك الاقتداء بالنبي ﷺ، لا الاقتداء بالخنافس وغيرهم! وقال الإمام أحمد: كان للنبي ﷺ جمة، والجمة: هي الشعر الذي يصل إلى شحمة الأذن، وقال: تسعة من أصحاب النبي ﵌ لهم شعر. وقال: عشرة لهم جمم. وجاء في بعض الأحاديث: (إن شعر النبي ﷺ كان إلى شحمة أذنيه)، وفي بعض الأحاديث: (إلى منكبيه). وروى البراء بن عازب ﵁ قال: (ما رأيت ذا لمة في حلة حمراء أحسن من رسول الله ﷺ، له شعر يضرب منكبيه)، متفق عليه. وروى ابن عمر عن النبي ﷺ قال: (رأيت ابن مريم له لمة)، اللمة: شعر يضرب المنكبين يصل إلى الكتف. قال الخلال: سألت ثعلب -يعني: ثعلبًا - عن اللمّة؟ قال: ما ألمّت بالأذن، والجمّة ما طالت. لكنه قد جاءت في حديث البراء بن عازب صفة شعر النبي ﷺ، حيث يدل ذلك على أن اللمة تضرب المنكبين. قال ابن قدامة: ويستحب أن يكون شعر الإنسان على صفة شعر النبي ﷺ إذا طال فإلى منكبيه، وإن قصر فإلى شحمة أذنيه، وإن طوله فلا بأس، وقد نص عليه الإمام أحمد. وقال: أبو عبيدة كانت له عقيصتان، وعثمان كانت له عقيصتان، وقال وائل بن حجر ﵁: (أتيت رسول الله ﷺ ولي شعر طويل، فلما رآني قال: ذباب ذباب. فرجعت فجزرته -أي: قطعته- ثم أتيته من الغد، فقال: لم أعْنِك)، أي: لم أقصدك، هذا حديث حسن رواه ابن ماجة.

2 / 4