The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna
التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون
خپرندوی
(المؤلف)
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
ژانرونه
لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٠] قال: هذه لمن أطاع الله، واتبع أمره، واجتنب محارمه).
وفي المسند وجامع الترمذي وسنن ابن ماجة بسند صحيح عن معاوية بن حَيْدَة قال: قال رسول الله ﷺ: [أنتم تُوَفّونَ سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله ﷿] (١).
وقوله: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴾.
تحذير من الله تعالى عباده المخاطبين بهذه الآية، والمقصود: لا تجزي فيه نفس عن نفس شيئًا. قال السدي: (أما ﴿تَجْزِي﴾، فتغني).
فإن أصل الجزاء في لغة العرب: القضاء والتعويض. قال الرازي: ("جزى" عنه هذا أي قضى ومنه قوله تعالى: ﴿لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴾).
فالآية عطف على التذكير بالنعم، وذلك عن طريق التحذير من حلول النقم. فإن أكبر المصائب هو موقف الحساب بين يدي الله ﷿ يوم القيامة، حيث لا يغني أحد عن أحد، ولا يقضي والد عن ولد.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا﴾ [لقمان: ٣٣]، وهذا أبلغ المقامات: أن كلًّا من الوالد وولده لا يغني أحدهما عن الآخر شيئًا.
٢ - وقال تعالى: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الأنعام: ١٦٤].
٣ - وقال تعالى: ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ [عبس: ٣٧].
وإنما القضاء بين الناس يوم القيامة بالحسنات والسيئات، فليس ثمَّ دينار ولا درهم، وإنما تُقَوَّمُ الحقوق بما يكافئها من قيمة الثواب والعقاب. وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بذلك:
١ - أخرج البخاري فيِ كتاب الرقاق من صحيحه عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: [من كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلمَةٌ لأخيه فليتحلَّلْهُ مِنها، فإنه ليس ثَمَّ دينارٌ ولا درْهَمٌ مِنْ قَبْلِ
(١) أخرجه أحمد في المسند (٤/ ٤٤٧)، والترمذي (٣٠٠١) وابن ماجة (٤٢٨٧)، وهو صحيح بشواهد.
1 / 236