160

The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna

التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون

خپرندوی

(المؤلف)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

ژانرونه

وأما أنهار الجنة فهي تتفجر من أعلاها -من الفردوس- ثم تنحدر نازلة.
ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: [إن في الجنة مئة درجة أعدّها الله ﷿ للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن، ومنه تتفجر أنهار الجنة] (١).
فقوله: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ فيه البشارة للأتقياء بعدما ذكر الوعيد والنكال للأشقياء.
قال الحافظ ابن كثير: (وهذا معنى تسمية القرآن "مثاني" على أصح أقوال العلماء. . . وهو أن يذكر الإيمان ويتبعه بذكر الكفر، أو عكسه، أو حال السعداء ثم الأشقياء، أو عكسه. وحاصله ذكر الشيء ومقابله، وأما ذكر الشيء ونظيره فذاك المتشابه).
وقوله: ﴿كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا﴾.
فيه أكثر من تأويل:
التأويل الأول: هذا الذي رُزقنا من قبل هذا في الدنيا.
فعن ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة: (إنهم أتوا بالثمرة في الجنة، فلما نظروا إليها قالوا: هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا). وقال مجاهد: (يقولون: ما أشبهه به). وقال ابن زيد: (﴿وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا﴾ يعرفونه).
التأويل الثاني: قيل بل المعنى ما رزقنا من ثمار الجنة من قبل هذا.
قال عمرو بن مرة يحدث عن أبي عبيدة: (نخل الجنة نضيد من أصلها إلى فرعها، وثمرُها مثل القلال، كلما نُزعت منها ثمرة عادت مكانها أخرى).
التأويل الثالث: قيل بل المراد مشابهته الذي قبله في اللون وإن خالفه في الطعم.
قال الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير: (يؤتى أحدهم بالصحفة فيأكل منها، ثم يؤتى بأخرى فيقول: هذا الذي أتينا به من قبل. فيقول الملَك: كُلْ، فاللون واحد والطعم مختلف).

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح (٤/ ١٤)، وأخرجه أحمد في المسند (٢/ ٣٣٥).

1 / 162