يجب أن ينتهي التاريخ في نقطة ما كي يتجدد التاريخ من نقطة جديدة.
يجب أن يكون هذا مفهومًا وخاصة لدى الشباب. يجب أن يخفق التاريخ، يجب أن يفلس التاريخ. وأحيانًا يجب أن نعلن الإفلاس كي نشعر الناس وخصوصًا الشباب بأن هذا الإفلاس هو طريق البداية. فلعلَّ هذا الذي نراه على ذلك المحور استدراج لشيء ربما تعبر عنه الآية الكريمة: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾، [الصف: ٩/ ٦١]. ربما هذا هو القطب الذي يتجه إليه مجرى التاريخ في هذا الثلث الأخير من القرن العشرين. وعلينا أن نتأكد بقدر إمكاننا من هذا، وليس لنا أن نقرر ونبتّ في شيء قبل انقضائه، فلكم أنتم أيها الشباب بعد ثلاثين سنة أن تروا الحقيقة سافرة كما هي. أما نحن في جيلنا فلا نرى إلا توقعات، ونحاول أن نرى من خلال هذه التوقعات جانبًا من مصير الإنسانية.
يجب علينا أن نقوم بعمليتين: أن نرسم خريطة،