213

The Rhetorical System Between Theory and Practice

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

خپرندوی

دار الطباعة المحمدية القاهرة

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٠٣ هـ

د چاپ کال

١٩٨٣ م

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

إن كنت تاركة الذي حدثتني ... فنجوت منجى الحارث بن هشام ترك الأحبة، أن يقاتل دونهم ... ونجا برأس طمرة، ولجام فأجابه الحارث بن هشام - وهو مشرك يومئذ - كما يقولون - بهذه الأبيات: الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى علو فرسي بأشقر مزبد وشممت ريح الموت من تلقائهم ... في مأزق، والخيل لم تتبدد وعلمت أني إن أقاتل واحدًا ... أقتل، ولا يضرر عدوي مشهدي فصددت عنهم والأحبة فيهم ... طمعًا لهم بعقاب يوم مرصد الله يعلم: لفظه لفظ الخبر، وقصد به القسم واليمين، وأراد بالأشقر المزبد: الدم، وجعله مزبدًا، لأنه إذا بدر من الطعنة أزبد، أي علاه زبد، وشممت ريح الموت: أي غلب على ظني أنني إن أقاتل منفردًا سأقتل وواحدا أي منفردا وصددت: أعرضت، وأراد بالأحبة - كما قالوا - أبا جهل ورهطه من آل مكة. فالشاعر يعتذر في الأبيات عن فراره يوم بدر، فيقسم بالله أنه لم يترك قتالهم حتى جرح فرسه وسالت منه الدماء، وغلب على ظنه أنه إن قاتلهم منفردًا مات ولن يضر عدوه حضوره، فرجع عنهم وفيهم أحبته طمعا في أن يأتي يوم يكون فيه العقاب.

1 / 216