211

The Rhetorical System Between Theory and Practice

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

خپرندوی

دار الطباعة المحمدية القاهرة

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٠٣ هـ

د چاپ کال

١٩٨٣ م

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

ومنه قول بشار بن برد: إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ... ظمئت، وأي الناس تصفو مشاربه؟ ! فليس المراد منه مخاطبا معينا، بل أرسله الشاعر حكمة سائرة. ومنه في النصح والإرشاد قول الشاعر: الجد في الجد، والحرمان في الكسل ... فانصب تصب عن قريب غاية الأمل فالشاعر لم يوجه نصحه في قوله (فانصب) إلى مخاطب معين، وإنما جعل الخطاب فيه عامًا ليعم نصحه كل فرد، ويشمل كل عصر. ومنه قول أمير الشعراء، من قصيدته في رثاء مصطفى كامل: المجد والشرف الرفيع صحيفة ... جعلت لها الأخلاق كالعنوان وأحب من طول الحياة بذلة ... قصر يريك تقاصر الأقران دقات قلب المرء قائلة له ... إن الحياة دقائق، وثوان! فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها ... فالذكر للإنسان عمر ثان! ! وتلك حكم أوردها أمير الشعراء، شفعها بنصيحة في البيت الرابع، مخاطبا بها كل من يتأتى منه الخطاب، بأن يعمل لنفسه قبل الموت ما يرتفع

1 / 214