The Refined in Comparative Jurisprudence
المهذب في علم أصول الفقه المقارن
ژانرونه
المبحث العاشر في نشأة علم أصول الفقه
كان الصحابة ﵃ في زمن ﷺ إذا حدثت حادثة أخذوا حكمها من الوحي، سواء كان مباشرًا وهو القرآن، أو
غير مباشر وهو السُّنَّة، فكانوا يلجأون في هذا كله إلى النبي ﷺ.
فلما توفي النبي ﷺ كان الصحابة ﵃ يأخذون حكم أي حادثة من الكتاب، فإن لم يجدوا حكمها فيه، أخذوه من السُّنَّة، فإذا لم يجدوا في السُّنَّة، اجتهدوا وبحثوا عن الأشباه
والأمثال، - ومعرفة العلل الشرعية، فيقيسون ما لم يكن بما كان،
ويجتهدون في معرفة المقاصد والمصالح، ونحو ذلك، ويحرصون
كل الحرص على الأخذ برأي الجماعة.
وسار التابعون ﵏ على هذا المنهج، وزاد بعضهم
أصلًا آخر، وهو الرجوع إلى فتاوى الصحابة ﵃.
فكثر الاجتهاد، وكثرت طرقه، وتعددت وجوهه، فبعضهم
يكتفي بظاهر النص، وبعضهم لا يكتفي بذلك، بل يغوص على
المعاني، فيرى أن أكثر الأحكام معللة، ثم يبنون على هذه العلل
الأحكام وجودًا وعدمًا.
فلما جاء عصر الأئمة المجتهدين: أصبح لكل إمام قواعد قد
اعتمدها في الفتوى والاجتهاد.
1 / 57