مقاومة، وإنما أمرت في سنة ١٦١٠م بإجلاء العرب عن أسبانيا، فقتل أكثر مهاجري العرب في الطريق، وأبدى ذلك الراهب البارع " بليدا " ارتياحه لقتل ثلاثة أرباع هؤلاء المهاجرين في أثناء هجرتهم، وهو الذي قتل مائة ألف مهاجر من قافلة واحدة، كانت مؤلفة من أربعين ومائة ألف مهاجر (١٤٠٠٠٠) مسلم حينما كانت متجهة إلى أفريقيا.
وخسرت أسبانيا بذلك مليون مسلم من رعاياها في بضعة أشهر، ويقدر كثير من العلماء -ومنهم " سيديو "- عدد المسلمين الذين خسرتهم أسبانيا منذ أن فتح " فرديناند " غرناطة حتى إجلائهم الأخير بثلاثة ملايين، ولا تعد ملحمة سان باتلمي إزاء تلك المذابح سوى حادث تافه لا يؤبه له.
ولا يسعنا سوى الاعتراف بأننا لم نجد بين وحوش الفاتحين من يؤاخذ على اقترافه مظالم قتل كتلك التي اقترفت ضد المسلمين.
ومما يرثى له أن حرمت إسبانيا عمدا هؤلاء الملايين الثلاثة الذين كانت لهم إمامة السكان الثقافية.. والصناعية..