202

The Quranic Verses in Response to Opposing Innovations: A Creedal Study

الآيات القرآنية الواردة في الرد على البدع المتقابلة دراسة عقدية

ژانرونه

ويعتقد هؤلاء أن الأديان من صنع البشر، وليست من قبل الله ﷿، ولازم هذا الاعتقاد هو الكفر بالله ورسله وكتبه وبكل المغيبات وكل ما جاءت به الأديان، ويعتبرونها عوائق أمام الإنسان نحو المستقبل، من أجل ذلك اتخذوا الإلحاد مبدأ (١).
والمنكرون للخالق ﷿ قولهم فاسد بالضرورة، وهذا القول العلم به كافٍ وحده في معرفة بطلانه، ومع ذلك فإن شيخ الإسلام ﵀ ذكر أوجهًا متعددة في بيان فساد قول القائلين بهذا الإلحاد وهي التالي:
١ - أن المنكرين للرب كفرعون وأمثاله وإن أظهروا بألسنتهم إنكار الرب ﷾ إلا أنهم يقرّون بذلك في نفوسهم، فالفطرة التي في نفوسهم تردّ عليهم ما يظهرونه، وتبين فساد قولهم (٢).
٢ - وكما أنه يعلم فساد قولهم بالضرورة فإنه يعلم أيضًا بالنظر، قال شيخ الإسلام ﵀: " وهؤلاء يعلم فسد قولهم تارة بالضرورة، وتارة بالنظر من وجوه كثيرة، فإن ما في العالم من الحوادث المشهودة التي تدل على أن محدِثها عالم قدير حكيم، وما في العالم من الحاجة والافتقار الذي يدل على أن جميعه وكلّ جزء منه محتاج مفتقر، وأن جميع ما هو فقير محتاج يفتقر إلى ما هو خارج عنه، وأن الوجود إمّا محتاج، وإما مخلوق أو غير مخلوق، ولا بد للممكن من واجب، وللمحدث من قديم، وللفقير من غني، والمخلوق من خالق غير مخلوق، فيلزم وجود الخالق الغني القديم الواجب بنفسه بالضرورة" (٣).
٣ - أن الإقرار بالرب ﵎ معروف عند عامّة الأمم، والكفار أكثرهم لا يجحدون وجود الرب تعالى إلا من شذ من هؤلاء الشرذمة الذين لا يعتدّ بهم، وهم قلّة قليلون لا يذكرون بالنسبة إلى من يقرّ بالرب

(١) ينظر: دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية، أ. د. سعود الخلف (ص ٣٢)، الموسوعة الميسرة (٢/ ٨٠٦).
(٢) ينظر: درء التعارض (٨/ ٣٧ - ٣٩)، ومجموع الفتاوى (١٢/ ٩ - ١٠)، وشرح الأصبهانية (ص ٣١٣ - ٣١٤).
(٣) شرح الأصبهانية (ص ٣١٤).

1 / 202