The Qur'anic Miracle: Definitive Scientific Facts
المعجزة القرآنية حقائق علمية قاطعة
خپرندوی
دار الكتب الوطنية
د خپرونکي ځای
لييا
ژانرونه
مقدمة المؤلف
بسم الله الرّحمن الرّحيم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال: ٢٤].
اللهم يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على طاعتك.
الحمد لله الّذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على النبي الأمي الأكرم معلم العلماء وقدوة الأتقياء والبلغاء.
الحمد لله الذي فتح عليّ بادئ ذي بدء تعلّم القرآن الكريم، وأنار بصيرتي للتدبر والتبحر في حروفه وكلماته، في آياته وسوره، ترتيبا وتركيبا، وخصّني به شرفا في تدريسه وتدارسه، سائحا بمعانيه دون سواه من سائر العلوم المستحدثة التي اثقلت كاهل الأجيال بعدا عن القرآن الكريم وبعد! فشاء القدر أن سهل الله ﷿ عليّ بعد مضي أربعة عشر قرنا وأربعة عشر سنة على الهجرة النبوية الشريفة تحديدا من خلال القواعد الثابتة والأسس البنّاءة الموجودة في كتابه العزيز على إضاءة ما استفدته من أنوار فكانت الحروف النورانية المقطعة بفواتح السور القرآنية هي الهدف على ظهور هذه المعجزة الكبرى وفاء وإخلاصا لله العلي القدير.
وكما شاءت الصدف أن أجزلت بخيراتها عليّ منذ الولادة على أن يكون مجموع حروف تسميتي ولقبي قد آخت هذه الحروف النورانية عددا.
راجيا من الله أن يكون عملي خالصا لوجهه الكريم وأن يثبتنا بالقول الثابت في الدارين.
1 / 5
١ - روى مسلم عن أبي موسى قال: قال رسول الله محمد ﷺ:
«مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجّة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر».
٢ - وروى البخاري عن عثمان بن عفان ﵁ عن النبي محمد ﷺ قال: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه».
٣ - وعن علي ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«ستكون فتن كقطع الليل المظلم»، قلت: يا رسول الله وما المخرج منها؟
قال: «كتاب الله ﵎ فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعد كم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه». رواه الترمذي.
٤ - القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى الخالدة:
الشأن في هذا الإعجاز هو الشأن في خلق الله جميعا وهو مثل صنع الله في كل شيء وصنع الناس ...
إن هذه التربة الأرضية مؤلفة من ذرات معلومة الصفات.
فإذا أخذ الناس هذه الذّرّات فقصارى ما يصوغونه منها لبنة، أو آجرة، أو آنية، أو أسطوانة، أو هيكلا، أو جهازا كائنا في دقته ما يكون، ولكن الله المبدع يجعل من تلك الذّرّات حياة، حياة نابضة خافقة تنطوي على ذلك السر الإلهي المعجز ... وهكذا القرآن ... حروف وكلمات يصوغ منها
1 / 6
البشر كلاما وأوزانا ويجعل منها الله قرآنا وفرقانا، والفرق بين صنع البشر وصنع الله من هذه الحروف والكلمات، هو: الفرق ما بين الجسد الخامد والروح النابض ...، هو: الفرق ما بين صورة الحياة وحقيقة الحياة! (١) [اه]
٥ - القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء ولهذا سأبيّن بعض وجوه إعجاز القرآن الكريم وأدعو الله ﷾ أن يوفقني للصواب ويبعدني عن الزلل والخطأ إنه نعم المولى ونعم البصير.
وإني أشكر السيد الدكتور أحمد دللو صاحب كتاب معجزة الله الكبرى في التفسير الحسابي للقرآن الكريم على مقدمته ودراسته وتعليقه على هذا الكتاب مما زاده دقة وعلما حيث وضعه على معاييره الحسابية.
كما وأني أشكر شيخنا الجليل محمود دللو على ما قام به من جهد كبير حتى ظهر هذا الكتاب في مكانه الصحيح.
الشيخ أحمد أبو شوفة
_________
(١) في ظلال القرآن- الجزء الأول صفحة: (٣٨ - ٣٩).
1 / 7
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)
مقدمة الدكتور أحمد دللو
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده سيدنا محمد ﷺ رسول رب العالمين وخاتم النبيين وسيد الخلق أجمعين وعلى آله وأصحابه
وسلم تسليما كثيرا دائما إلى أبد الآبدين.
أما بعد! فإن الحديث عن القرآن يطيب سماعه، ويحلو مجلسه، ويأنس مريده، وتسمو بروح المؤمن قداسته، وترشد القلوب هدايته، وتقوم السلوك مواعظه، وترهف المشاعر معانيه وكلماته.
فهو كتاب الله الحق، هو كتاب هداية، كتاب مواعظ، كتاب تعبدي، قراءة كل حرف منه تورث صاحبها حسنة من الله والحسنة بعشر أمثالها.
وهو كتاب قصصي وعبر يضرب الأمثال للناس فهو بحق كتاب الله الكريم الذي لم يترك أمرا من أمور الدنيا والآخرة إلّا أتى عليه تصديقا لقوله تعالى: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام: ٣٨]، وهذا الكتاب لا تنتهي عجائبه مهما طال الزمن وتعاقبت الدهور ومرّت العصور.
وبعد! فقد طلب مني الشيخ الجليل الأستاذ أحمد عمر أبو شوفة أن أصوغ مقدمة لكتابه المعجزة الكبرى فلبيت طلبه مع اعترافي بقلة زادي، وعجزي أمام بلاغة هذا المؤلّف ودقة معانيه وغزارة علمه، راجيا من الله تعالى أن يجعله كتابا نافعا للأجيال الحالية والقادمة من المسلمين؛ ولقد قرأت هذا الكتاب بتأمل وتمعّن وتعليقي عليه بما يلي:
1 / 8
١ - الكتاب في غاية الدقة والإيجاز والعلم والفائدة حيث أفاض فيه عن معاني القرآن الكريم ومعجزاته، وقدم الشواهد الكثيرة من القرآن الكريم والسنة المطهرة.
٢ - أتى تعريفه للمعجزة القرآنية كافيا شافيا، وضرب الأمثلة عن المعجزات وأنواعها وشروطها، وبيّن وجوه إعجاز القرآن الكريم بشكل علمي جليّ واضح، وضرب الأمثلة الكثيرة على ذلك من القرآن الكريم ومن الحقائق العلمية الكونية اليقينية.
٣ - تكلّم عن عبارات القرآن الكريم ومتانة تراكيبه، وفصاحته، ونظمه البديع، واتساق نظرياته، وأحكامه، والوفاء بكل ما وعد به فجاء حقا وصدقا كفلق الصبح، وتكلّم عن تأثير القرآن وفاعليته في النفوس والأفئدة، وتكلّم عن سموّ تشريعه وشموله ومرونة معاييره، وتكلّم عن الواقعية والمثالية في التشريع الإسلامي، وعن مبدأ العدل والإحسان، والوسطية والاعتدال، وتكلّم عن التصوير والتشخيص الحيّ في القرآن، وعن الإعجاز في رسم القرآن وأشكاله وأنواعه وموافقته للقرآن، وأنّ رسم القرآن هو توقيفي.
وتكلّم عن الإعجاز العددي في القرآن وتكلّم عن الأعداد بشكل مفصل:
- الأعداد المفردة من: ١ - ١٠.
- الأعداد المركبة من: ١١ - ١٩.
- ألفاظ العقود من: ٢٠ - ٩٠، وتكلّم عن المئات والألوف.
وتكلّم عن الكسور، وتكلّم عن بعض الأحكام المستنتجة من الأعداد وقدم الأمثلة الكثيرة على ذلك منها:
1 / 9
أ- مثال: عمر النّبي محمد ﷺ ثلاث وستون سنة مستنبط من قوله تعالى:
وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ [المنافقون: ١١] فهذه السورة المنافقون هي رأس ثلاث وستين سورة، وآخر آية منها هي الآية ١١.
وفي كتابي معجزة الله الكبرى في التفسير الحسابي للقرآن الكريم، أثبتّ صحة هذه الآية بالحساب والتي تعني نبيّنا محمدا ﷺ بالذات، ومن النص القرآني التالي المأخوذ من الآية المشار إليها أعلاه.
وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذا جاءَ أَجَلُها .....
٨+ ١+ ١+ ١١+ ٦+ ٥+ ٤ ٣٦ ٠ أي: محمد ﷺ وعبارة: جاءَ أَجَلُها ٥+ ٤ ٩ الموت.
وذلك بعد إسقاط الرقم ١٢ ومضاعفته.
اللهم الطريقة الحسابية التي حسبنا بموجبها: كلنا يعلم أن حروف الهجاء بلغتنا العربية هي ثمانية وعشرون حرفا، ومرتبة بحسب الترتيب الأبجدي على الشكل التالي:
أ/ ب/ ج/ د/ هـ/ و/ ز/ ح/ ط/ ي ١/ ٢/ ٣/ ٤/ ٥/ ٦/ ٧/ ٨/ ٩/ ١٠ ك/ ل/ م/ ن/ س/ ع/ ف/ ص/ ق ٢٠/ ٣٠/ ٤٠/ ٥٠/ ٦٠/ ٧٠/ ٨٠/ ٩٠/ ١٠٠ ٨/ ٦/ ٤/ ٢/ ٠/ ١٠/ ٨/ ٦/ ٤
1 / 10
ر/ ش/ ت/ ث/ خ/ ذ/ ض/ ظ/ غ ٢٠٠/ ٣٠٠/ ٤٠٠/ ٥٠٠/ ٦٠٠/ ٧٠٠/ ٨٠٠/ ٩٠٠/ ١٠٠٠ ٨/ ٠/ ٤/ ٨/ ٠/ ٤/ ٨/ ٠/ ٤ نلاحظ أن كل حرف من حروف الهجاء له رقم حسابي، وهو ما كان يسير عليه أسلافنا من عهد سيدنا محمد ﷺ إلى يومنا هذا، وكل حرف تزيد قيمته الحسابية عن الرقم ١٢ له قيمتان حسابيتان: كبرى وصغرى حيث استوحينا القيمة الصغرى من القيمة الكبرى للحرف، كما هو مشار إليه خارج الجدول فمثلا:
- الحرف: ك ٢٠ إذا أسقطنا منه الرقم ١٢ يبقى ٨.
- والحرف: ل ٣٠ إذا أسقطنا منه الرقم ٢٤ يبقى ٦ - والحرف: م ٤٠ نسقط منه الرقم ٣٦ وهو من مضاعفات الرقم ١٢ يبقى لدينا ٤ وهكذا الحال مع كافة الحروف وأرقامها، مثلا لفظ الجلالة:
الله أ ١، ل ٦، اللام المشدد لّ ل ل، والمد أ ١، والحرف هـ ٥ فيكون المجموع: ١+ ٦+ ٦+ ٦+ ١+ ٥ ٢٥ إذا أسقطنا منها الرقم ٢٤ وهو من مضاعفات الرقم ١٢ يبقى لدينا ١.
فهذا الواحد: هو الله ﷻ.
ب- مثال: استنبط بعض العلماء أن عدد أبواب الجنّة ثمانية من قوله تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ
عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ
[الزمر: ٧٣].
1 / 11
بينما قال ﷻ في الآية التي قبلها: فُتِحَتْ أَبْوابُها بدون الواو، وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ [الزمر: ٧١].
لأنّ قريشا التي نزل القرآن بلغتها العربيّة الفصحة كانوا إذا عدّوا قالوا:
واحد- اثنان- ثلاث- أربعة- خمسة- ستة- سبعة- وثمانية، فإذا وصلوا إلى رقم ثمانية أضافوا حرف الواو.
نعود لحساب الآية الكريمة ٧٣ من سورة الزمر ونتأكد بشكل علمي حسابي رياضي أنّ ما ذهب إليه العلماء هو الصحيح كما هو مقرر شرعا.
نجزّئ الآية الكريمة إلى جزءين فنقول:
١ - وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ٨/ ٥/ ٨/ ٩/ ٨/ ٧/ ٨ ٥٣ ٥ المسلمون وذلك بعد إسقاط الرقم ١٢ ومضاعفاته من المجموع الحسابي ٥٣، وأن الرقم المسقط هو ٤٨ أي: ٥٣ - ٤٨ ٥.
٢ - وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذا ٢/ ٥/ ٨/ ٩/ ٨/ ٧/ ٨/ ٥/ ٦ جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ ٥/ ٦/ ٠/ ٦/ ٥/ ٣/ ٧/ ١١/ ٢ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ
1 / 12
٧/ ٧/ ١١ المجموع ١٢٨ ٨ وذلك بعد إسقاط الرقم ١٢ ومضاعفاته من المجموع أي: ١٢٨ - ١٢٠ ٨ وهو: عدد أبواب الجنّة الثمانية.
يوجد حديث عن النبي ﷺ وصحته ثبتت لدينا بالحساب من حساب الآية الكريمة ٧٣ من سورة الزمر.
ثم تكلّم المؤلف عن السبع المثاني فقال:
القرآن هو مثاني الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ «أي: فاتحة الكتاب» هي مثاني، السور من البقرة إلى براءة هي مثاني، كل سور القرآن ما عدا الطّول وما دون الماءين وفوق المفصّل هي مثاني أيضا، وكذلك سورة الحج والنّمل والقصص والعنكبوت ... الخ هي مثاني، والحروف المقطعة في أوائل السور المفتتحة بأحرف مثل: الم- ص- حم ... هي مثاني.
وقوله عن فاتحة الكتاب أنها مثاني لأنها تثنى في كل ركعة، وقال:
ويسمّى جميع القرآن مثاني لاقتران آية الرحمة بآية العذاب، ومعنى ثنى الشيء: رد بعضه على بعض، إلى هنا انتهى كلام المؤلف.
وهذه فكرة عن المثاني وموافقتها للمنهج الحسابي الذي أسير عليه فأقول:
أ- سورة الحمد هي من المثاني كما قال عنها رسول الله محمد ﷺ بأحاديثه الشريفة أهمها:
١ - «الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرءان العظيم الذي أوتيته».
بالحساب: الحمد لله ربّ العالمين ١١/ ٠/ ٠/ ٤ ١٥ ٣
1 / 13
وذلك بعد إسقاط الرقم ١٢ منها.
كلمة: هي ٣ عبارة: السبع المثاني ٧+ ٨ ١٥ ٣ عبارة:
«هي السبع المثاني والقرءان العظيم الّذي أوتيته».
٣+ ٧+ ٨+ ٦+ ١١+ ٧+ ٣+ ٦ المجموع ٥١ ٣ وذلك بعد إسقاط الرقم ١٢ ومضاعفاته من المجموع.
يلاحظ مما تقدم أنّ:
الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني هي السبع المثاني والقرءان العظيم الذي أوتيته ٣.
أيّ إن كل فقرة من فقرات هذا الحديث الرقم الحسابي ٣ السبع المثاني؛ فمعنى ذلك أن الحمد لله رب العالمين، أيّ إنّ الفاتحة، هي إحدى معاني السبع المثاني التي سترد في هذا الكتاب.
ج- الحروف المقطعة في أوائل السور المفتتحة بأحرف نورانية عددها أربعة عشر حرفا، قال أيضا: إنها من السبع المثاني.
حيث إن عبارة: سبعا من المثاني ١/ ١٠/ ٨ ١٩ ٧.
وطالما المثنّى ٢ أي إن مثنى الواحد ٢، ومثنى العدد ٥ ١٠ أي ٢* ٥ ١٠، ومثنى العدد ٧ ١٤، أي: ٢* ٧ ١٤، أي: عدد ١٤ هي الحروف المقطعة التي افتتحت بها بعض سور القرآن الكريم.
- ثمّ تكلّم عن نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف وقال: إن الأحرف السبعة هي غير القراءات السبعة، وأشار إلى أنها هي الحروف
1 / 14
الأربعة عشر التي هي في أوائل السور والتي قال عنها: هي من السبع المثاني.
- كما أنه تكلّم عن فواتح السور القرآنية وحروف التهجي النورانية وفي ابتداءاتها وفي عددها وأنواعها ومعانيها.
- وتكلّم عن علم المبهمات في القرآن الكريم وما هي الحكمة من الإبهام وأنواعه وفائدته وتعميمه وتعظيمه بالوصف الكامل دون الاسم كقوله تعالى في سورة النور الآية ٢٢:
- وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي ٦/ ٧/ ٩/ ٨/ ٥/ ٦/ ٤/ ٣/ ٤/ ١١ - الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا ١٠/ ٢/ ١٠/ ٦/ ٦/ ١/ ١١ - وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
٣/ ٨/ ٠/ ٣/ ٦/ ١/ ٦/ ٧/ ٢/ ٢ المجموع ٣ أبو بكر ٩+ ٦ ٣ وذلك بعد إسقاط الرقم ١٢ فقد نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق ﵁ حين حلف ألّا ينفع مسطح بن أثاثة بنافعة أبدا بعد ما قال في عائشة في حديث الإفك.
- وتكلّم المؤلف عن معجزات متفرقة من القرآن الكريم منها سبب تصريحه باسم مريم من النساء وعدم ذكر غيرها من النساء، ولماذا ذكر اسم زيد بن حارثة من المسلمين ولم يذكر غيره.
- وتحدث عن الكلمات غير العربية في القرآن هل هي عربية أم لا واختلاف الأئمة في ذلك وتوسع فيها وأجاد.
1 / 15
- وتحدث عن القرآن والشعر ومن هم الشعراء في القرآن، وتحدث عن حكم الشعر وإباحته ومكروهيته وتحريمه ورأي رسول الله محمد ﷺ بالشعر حيث قال: «حسن الشعر كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام» ثم تكلّم عن آراء علماء المسلمين بالنسبة للشعر.
ثم قال المؤلف إنّ أوّل ما نزل من القرآن الكريم هو الألف لقوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ، وآخر ما نزل من القرآن هو الألف أيضا حيث قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا [المائدة: ٣].
وقد قمت بحساب من أول ما نزل من القرآن الكريم وآخر ما نزل من القرآن الكريم فوجدت:
أ- اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) ٢/ ٧/ ٨/ ٣/ ١٠// ١٠/ ١/ ٦/ ٨/ ٢/ ٦/ ٨/ ٤ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥).
٣/ ٢/ ١١/ ٢/ ١/ ٥/ ١٠/ ٦ ٧ الاسلام.
ب- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ٣/ ١١/ ٦/ ٤/ ٦/ ٥/ ٢/ ٦/ ٦/ ٦/ ٦/ ٧/ ٥ ٧ الإسلام بعد إسقاط الرقم ١٢
1 / 16
من النص:
١ - اليوم ٣ يوم عرفة ٨+ ٧ ٣ بعد إسقاط الرقم ١٢ ويوم عرفة هذا يقولون بأنه يشبه يوم القيامة فهو يساويه بالحساب حيث يوم عرفة ٣ يوم القيامة.
وعلى هذا الأساس فإن أول ما نزل من القرآن يساوي بالحساب لكلمة: الإسلام، وآخر ما نزل من القرآن يساوي بالحساب لكلمة: الإسلام أيضا، وكلمة الإسلام ٧، وكلمة الجنة ٧، فمعنى ذلك أن المسلمين هم أهل الجنة والحمد لله رب العالمين.
٢ - عبارة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ٣/ ١١/ ٦/ ٤/ ٦/ ٥/ ٢/ ٦ ٧ الإسلام.
٣ - عبارة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ٣/ ١١/ ٦/ ٤/ ٦/ ٥/ ٢/ ٦/ ٦/ ٦/ ٦/ ٧/ ٥ ١، هذا الواحد: هو الله ﷻ.
وكذلك قال المؤلف إن سورة الشورى افتتحت بالأحرف: حم (١) عسق (٢) فإذا كتبناها بالأحرف الملفوظة وهي حا ميم ١، عين سين قاف، ٢ نجد أنها تساوي حسابيا للرقم ٣ وهو بدوره يساوي السبع المثاني؛ في حين فاتحة سورة مريم هي خمسة أحرف أيضا ولكنها لا تساوي بالحساب السبع المثاني لأن:
«كاف، ها، ياء، عين، صاد» ٥/ ٧/ ٠/ ١٠/ ١١ ٩ أي: لا تساوي السبع المثاني.
1 / 17
وأخيرا تكلّم المؤلف عن متفرقات وإعجازات ومعجزات في القرآن الكريم ومواضع أخرى كثيرة يضيق المقام عن حصرها ويراها القارئ ضمن صفحات مؤلّفه الذي نحن بصدده.
وخلاصة القول فإن المؤلف من السّبّاقين في مجال هذا العلم الذي يحتاجه المسلمون خاصة في هذا العصر، عصر الأعداد والحساب، أمدّ الله بعمر مؤلفه كي يتحفنا بكتب ومؤلفات غيره.
وفقه الله ووفق أمثاله من العلماء المخلصين العاملين، إنه سميع الدعاء، وإنه على ما يشاء قدير، والحمد لله رب العالمين.
كتبه وبكل تواضع صاحب كتاب معجزة الله الكبرى في التفسير الحسابي للقرآن الكريم الدكتور أحمد دللو
1 / 18
بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدمة الشيخ محمود دللو
الحمد لله رب السماوات والأرض رب العالمين، وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم. سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته.
أحمده فقد أنزل الكتاب تبيانا لكل شيء وما فرط فيه من شيء أرسل محمدا ﷺ خاتم الرسل. وجعل كتابه وهو القرآن الكريم آخر الكتب عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه، فنحن قوم أعزّنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
وقد خلقنا الله لعبادته وجعل الدنيا كماء أنزله من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح لعلنا نتعظ ونعمل للحياة الحقيقية بعد الموت.
إن لله عبادا فطنا ... طلقوا الدنيا وعافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا ... أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا ... صالح الأعمال فيها سفنا
فالوجود أكبر كثيرا من الظاهر المشهود، ولا مكان فيه للمصادفة العمياء، ولا صلاح ولا فلاح ولا نجاح ولا طمأنينة ولا رفعة للإنسان إلا بالرجوع إلى الله ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى القرآن الكريم ولذا فعلينا أن نعرف أسراره ونغوص في معانيه ونفهم كل حرف فيه فهو الكتاب الخالد والمعجزة الباقية. فمن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة
1 / 19
فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم.
ورحم الله امرئ ترك بعد موته صدقة جارية أو علما ينتفع به أو ولدا صالحا يدعو له. وإني لأرجو من الله تعالى أن يجعل هذا الكتاب خالصا لوجهه الكريم فيزيل به فقرنا ويقوي به ضعفنا ويقضي به حاجتنا.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل الفقير إلى الله الشيخ محمود محمد عيد دللو مجاز شريعة ١٩٦٤
1 / 20
المعجزة القرآنية تعريفها- شروطها- انواعها
أ- تعريف المعجزة: الأمر الذي يفوق طاقات البشر ويخرق قوانين الطبيعة وخواص المادة سلاحا للنبي ﷺ رغم أمّيته ليتحدى به قومه.
ب- شروط المعجزة: من أهم هذه الشروط:
١ - أن تكون مما لا يقدر عليها إلا الله سبحانه، مثل: انشقاق القمر، وفلق البحر.
٢ - أن تخرق العادة مثل: نبع الماء من بين الأصابع، وانشقاق الحجر لتخرج منه ناقة.
٣ - أن يستشهد بها مدعي الرسالة على الله ﷾.
٤ - أن تقع على وفق دعوى المتحدي بها، كأن يقول إذا تفلت بهذا الماء فار النبع وزاد، وقد قال ذلك مسيلمة الكذاب وتفل بالماء وهذا دليل كذبه.
٥ - ألا يأتي أحد بمثل ما أتى به المتحدي على وجه المعارضة.
ولهذا جاء التحدي من الله في القرآن الكريم بقوله تعالى: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٣٤) [الطور: ٣٤].
ج- أنواع المعجزات: تكون المعجزات من جنس ما برع به أهل العصر، ففي عهد موسى ﵇ برع الناس بالسحر فكانت معجزته العصا: وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (١١٧) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١١٨) [الأعراف: ١١٧ - ١١٨].
وفي عهد عيسى ﵇ برع الناس بالطب فكانت معجزته إحياء الموتى بإذن الله.
1 / 21
إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (١١٠) [المائدة: ١١٠].
وقال أيضا في آية أخرى: وَرَسُولًا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٤٩) [آل عمران: ٤٩].
والمعجزات نوعان:
١ - معجزات حسية:
مؤقتة تزول بوفاة النبي ﵇ الذي جاء بها مثل عصا موسى، وناقة صالح، وحنين الجذع للرسول محمد ﷺ، وانشقاق القمر له، ونبع الماء من بين
أصابعه الشريفة.
٢ - معجزات عقلية:
باقية وهي القرآن الكريم دائمة إلى قيام الساعة، وقد تحدى الله ﷾ به الثقلين فقال عز من قائل: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (٨٨) [الإسراء: ٨٨].
1 / 22
توضيح المعجزات الحسية
ما من رسول إلا جاء بمعجزة تدل على صدقه، وإن الأقوام الذين يريد الله أن يتحداهم يمكنهم من كل الأسباب ثم يعطل الله تعالى هذه الأسباب.
ومن الأمثلة على ذلك:
أ- النار لم تحرق إبراهيم ﵇:
لقد حطم إبراهيم أصنام المشركين فأرادوا أن ينتقموا ويجعلوا إبراهيم عبرة لكل إنسان تسوّل له نفسه الاعتداء على الآلهة فجمعوا الحطب وأوقدوا نارا هائلة أمام الآلهة ليحرقوا بها إبراهيم. إنه منظر رهيب ...
وجاءوا به ليلقوه في النار فلماذا لم يأمر الله إبراهيم بالاختفاء أو الفرار؟
لو فعل ذلك إبراهيم لظلت هيبة الأصنام ولقالوا لو قبضنا عليه لأحرقناه. ولكن التحدي في سلب قوة الإحراق من النار وتعطيل سنن ونواميس الكون والقوة في النار. قال تعالى: قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلى إِبْراهِيمَ (٦٩) وَأَرادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ (٧٠) [الأنبياء: ٦٩ - ٧٠].
وفي هذا تحد لهم لأن نارهم لا تفعل شيئا إلا بأمر الله تعالى واستعملوا كلمة حرّقوه مشددة مبالغة في الحرق ولو لم يقل رب العالمين للنار وَسَلامًا لتجمد من شدة بردها عند ما قال لها كوني بردا ولهذا قال:
بَرْدًا وَسَلامًا عَلى إِبْراهِيمَ، وكان من الممكن أن تنطفئ النار بفعل المطر ولو حصل ذلك لقال الكفار آلهتنا أطفأت النار وعفت عنه وهي قادرة على حرقه.
فمعجزة إبراهيم ليس أن ينجو من النار بالهرب أو غيره ولكن معجزته
1 / 23
أن يجلس في وسط النار المتأججة متحديا من أرادوا إحراقه بالنار لتكون بردا وسلاما عليه.
أما موسى ﵇:
فيقول الله تعالى مخاطبا أمه بعد ولادته: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (٨) [القصص: ٧ - ٨].
ونفذت أوامر ربها فوضعته في صندوق وأغلقت الصندوق وألقته في اليمّ لأن الله ﷾ قال: فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ هذا هو التحدي العظيم.
وأخرجته امرأة فرعون، وعاش موسى في بيت فرعون ينفق عليه ويعطي أمه أجر الرضاع فهل بعد هذا التحدي من تحد.
ولما بلغ أشده واستوى آتاه الله حكما وعلما وجعله رسولا وأيّده بتسع آيات معجزات منها العصا. قال تعالى: وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (١١٧) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١١٨) فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَانْقَلَبُوا صاغِرِينَ (١١٩) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ (١٢٠) قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ (١٢١) رَبِّ مُوسى وَهارُونَ (١٢٢) [الأعراف: ١١٧ - ١٢٢].
فلماذا كان السحرة أول من آمن؟
لأنهم عرفوا الفرق بين قدرة الله وقدرة البشر فآمنوا بالله رب العالمين، فنسوا فرعون ووعوده وذهبه وما له ومناصبه وأذعنوا للحق وانقادوا إليه ولم يلتفتوا إلى التهديد والوعيد والتنكيل وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف
1 / 24