منعمًا في ذلك كله دلالة على أنه تعالى فاعل مختار بقدرته ومشيئته، ورد على القائلين بالموجب بالذات دون الاختيار والمشيئة -تعالى الله عما يقول الجاهلون علوا كبيرًا (١).
٥٢ - استدل الشنقيطي ﵀ (٢) - بقوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ على صحة إمامة أبي بكر الصديق ﵁ قال «لأنه داخل في الذين أمرنا الله في هذه السورة بأن نسأل أن يهدينا صراطهم. قال: فدل على أن صراطهم هو الصراط المستقيم، وقد بين الرسول ﷺ أن أبا بكر ﵁ من الصديقين فاتضح أنه داخل في الذين أنعم الله عليهم لقوله تعالى ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَائِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَائِكَ رَفِيقًا﴾ (٣). قال فهو ﵁ على الصراط المستقيم، وإمامته حق».
٥٣ - إثبات كمال الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم لقوله تعالى بعد أن ذكر هذا الصراط ﴿غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ أي غير صراط المغضوب عليهم، ولا صراط الضالين. لأن الصفات السلبية يؤتى بها لثبات كمال ضدها كقوله تعالى:
(١) انظر مدارج السالكين:١:٩٢، التفسير القيم ص ٥٧
(٢) في أضواء البيان ١: ٤٢:٤٣
(٣) سورة النساء الآية ٦٩