304

The Quintessence in the Interpretation of Seeking Refuge, Basmala, and the Opening of the Book

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

خپرندوی

دار المسلم للنشر والتوزيع

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

١٢ - إثبات علم الله تعالى الشامل، وقدرته التامة من قوله: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ إذ مقتضي ربوبيته للعالمين وخلقة لهم أن يكون عالمًا بهم وبأحوالهم، وأن يكون ذا قدرة تامة نافذة فيهم، كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ (١).
١٣ - إثبات أنه تعالى الأول بلا بداية لأن قوله: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ معناه أنه خالقهم وموجدهم من العدم بعد أن لم يكونوا شيئًا كما قال- تعالى-: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا﴾ (٢) أي قد أتي على الإنسان. وهذا يدل على أنه تعالى هو الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية كما قال تعالى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عليمٌ﴾ (٣).
١٤ - أن الأحق بالاستعانة والمسألة هو اسم «الرب» لأن من معانيه المربي الخالق المالك الرازق المدبر الناصر الهادي.
ولهذا كان جل دعاء الأنبياء والصالحين وسؤالهم بهذا الاسم (٤).
كما قال الأبوان ﵉: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (٥).

(١) سورة الطلاق. الآية: ١٢.
(٢) سورة الإنسان. الآية: ١.
(٣) سورة الحديد، الآية: ٣.
(٤) انظر «دقائق التفسير» ١٧٦:١ - ١٧٧، «تيسير الكريم الرحمن» ٣٤:١.
(٥) سورة الأعراف، الآية: ٢٣.

1 / 307