245

The Quintessence in the Interpretation of Seeking Refuge, Basmala, and the Opening of the Book

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

خپرندوی

دار المسلم للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

إلى أن في قوله قبل هذا: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ما يدل على أنه مالك الدنيا (١).
قال ابن كثير (٢): «وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه، لأنه قد تقدم الإخبار بأنه رب العالمين، وذلك عام في الدنيا والآخرة ...».
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ هذه الآية هي الآية الرابعة من الفاتحة، نصفها للرب - جل وعلا -، ونصفها للعبد كما قال الله ﷿ في حديث أبي هريرة: «فإذا قال العبد ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قال الله: هذا بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ...» فقوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ للرب ﵎ مع ثلاث آيات قبلها، وقوله ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ للعبد، مع ثلاث آيات بعدها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٣) في قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾: فهذا تفصيل لقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فهذا يدل على أنه لا معبود إلا الله، وأنه لا يستحق أن يعبد أحد سواه، فقوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ إشارة إلى عبادته بما اقتضته إلهيته من المحبة والخوف والرجاء والأمر والنهي. ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾

(١) انظر: «زاد المسير» ١: ١٣.
(٢) في «تفسيره» ١: ٥١.
(٣) في «مجموع الفتاوى» ١: ٨٩.

1 / 248