184

The Pure Religion or Guidance of Creation to the True Religion

الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق

پوهندوی

أمين محمود خطاب

خپرندوی

المكتبة المحمودية السبكية

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٣٩٧ هـ - ١٩٧٧ م

ژانرونه

ومن الحضور إلى المشاهدة. وألا يتصرف فى شئ من حروفها بزيادة أو نقصان بل يقتصر على الوارد شرعا. وليحذر مما عليه غالب الناس اليوم من تحريف الذكر والإلحاد فى أسمائه تعالى فإنه حرم بالإجماع ولا سند لهم فى ذلك إلا قولهم: وجدنا أشياخنا هكذا يذكرون: وهذا لا يصدر إلا من الجهلة الذين لا يميزون الغث من لسمين. فعلى المؤمن ألا يخرج فى ذكره وكل أعماله عما جاء به الكتاب العزيز، ونطقت به السنة المطهرة (١).
هذا. واعلم أن الذكر حقيقة هو ما يجرى على اللسان والقلب، وأكمله ما كان فيه استحضار معنى الذكر وما اشتمل عليه من تعظيم الله تعالى ونفى النقائض عنه، والمراد به ما يشمل التسبيح والتحميد وتلاوة القرآن والاستغفار والصلاة على النبى ﷺ وعلى آله وسلم وغير ذلك (قال) الفخر الرازى: المراد بذكر اللسان الألفاظ الدالة على التسبيح والتحميد والتمجيد (والذكر) بالقلب التفكر فى أدلة الذات والصفات والتكاليف من الأمر والنهى، وفى أسرار مخلوقات الله (والذكر) بالجوارح: هو أن تصير مستغرقة بالطاعة، ولذا سمى الله تعالى الصلاة ذكرا فى قوله (فاسعوا إلى ذكر الله).
هذا والذكر سبعة أقسام: ذكر العينين البكاء. وذكر الأذنين الاصغاء. وذكر اللسان الثناء. وذكر اليدين العطاء. وذكر البدن الوفاء، وذكر القلب الخوف والرجاء، وذكر الروح التسليم والرضا (واعلم) أن الذكر أفضل الأعمال (فعن) أبى الدرداء أن النبى ﷺ قال" ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأذكارها عند مليككم، وأرفعها فى درجاتكم، وخير لكم من

(١) وقد بسط الشيخ الامام ﵀ الكلام فى هذا وبين بطلان ما عليه متصوفة الزمان فى بعض كتبه " الرسالة البديعة" و" العهد الوثيق" وغيرهما.

1 / 150