﷿؛ فإنه ﷺ لم يعجل بالعقوبة، أو الدعاء على من رد الدعوة؛
ولكنه ﷺ دعا لهم بالهداية، فاستجاب اللَّه دعاءه، وحصل على ثمرة الصبر والتأني وعدم العجلة، فقد رجع الطفيل إلى قومه، ورفق بهم، فأسلم على يديه خلق كثير، ثم قدم على النبي ﷺ وهو بخيبر، فدخل المدينة بثمانين أو تسعين بيتًا من دوس، ثم لحقوا بالنبي ﷺ بخيبر، فأسهم لهم مع المسلمين (١).
اللَّه أكبر! ما أعظمها من حكمة أسلم بسببها ثمانون أو تسعون أسرة.
وهذا مما يوجب على الدعاة إلى اللَّه ﷿ العناية بالحلم في دعوتهم، ولا يحصل لهم ذلك إلا بفضل اللَّه ثم معرفة هدي النبي ﷺ في دعوته.
٧ - موقفه ﷺ مع الشاب الذي استأذنه في الزنا:
عن أبي أمامة ﵁ قال: إن فتىً شابًا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا له: مه مه! فقال له: «ادنه»، فدنا منه قريبًا، قال: «أتحبه لأمك؟» قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لأمهاتهم». قال: «أفتحبه لابنتك؟» قال: لا واللَّه يا رسول اللَّه، جعلني اللَّه فداءك. قال: