The Prophet's Stances in Calling to Allah
مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
من لحم وعصب]، فما يصده ذلك عن دينه، واللَّه ليُتَمَّنَّ هذا الأمر،
حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا اللَّه والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» (١).
وهكذا اشتد أذى قريش على رسول اللَّه ﷺ وعلى أصحابه، وما ذلك كله إلا من أجل إعلاء كلمة اللَّه، والصدع بالحق، والثبات عليه، والدعوة إلى التوحيد الخالص، ونبذ عادات الجاهلية وخرافاتها الوثنية.
٦ - لقي النبي ﷺ أشد الأذى، ووصل الأمر إلى تغيير اسمه ﷺ احتقارًا له ولدينه، وحسدًا وبغضًا له، فقد كان المشركون من قريش من شدة كراهتهم للنبي ﷺ لا يسمونه باسمه الدال على المدح، فيعدلون إلى ضده، فيقولون: مذمم، وإذا ذكروه بسوء قالوا: فعل اللَّه بمذمم، ومذمم ليس هو اسمه ولا يعرف به، فكان الذي يقع منهم في ذلك مصروفًا إلى غيره بحمد اللَّه تعالى (٢).
قال ﷺ: «ألا تعجبون كيف يصرف اللَّه عني شتم قريش، ولعنهم؟! يشتمون مذممًا، ويلعنون مذممًا، وأنا محمد» (٣).
_________
(١) البخاري مع الفتح في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، ٦/ ٦١٩، (رقم ٣٦١٢)، وفي كتاب مناقب الأنصار، باب ما لقي النبي ﷺ وأصحابه من المشركين بمكة، ٧/ ١٦٤، (٣٨٥٢)، وفي كتاب الإكراه، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر، ١٢/ ٣١٥، (٦٩٤٣)، واللفظ من كتاب الإكراه، وما بين المعقوفين من مناقب الأنصار.
(٢) انظر: فتح الباري، ٦/ ٥٥٨.
(٣) البخاري مع الفتح، كتاب المناقب، باب ما جاء في أسماء رسول الله ﷺ،
٦/ ٥٥٤، (رقم ٣٥٣٣).
1 / 22