192

The Prophetic Biography's Dynamic Approach

المنهج الحركي للسيرة النبوية

خپرندوی

مكتبة المنار-الأردن

د ایډیشن شمېره

السادسة

د چاپ کال

١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م

د خپرونکي ځای

الزرقاء

ژانرونه

ورسول الله ﷺ) مع هذا كله تكشف جانب من الخطة كان فوق التقدير البشري. فتلقاه رسول الله ﷺ بالتسليم المطلق: ﴿لا تحزن إن الله معنا﴾. (ما قولك في اثنين الله ثالثهما). وما أحرانا نحن وقد شهدنا عبقرية التخطيط للهجرة أن لا تغيب عنا هذه الجوانب الثلاث: أولا: علينا أن نستفرغ الوسع ونبذل كل الطاقة في التخطيط البشري. ثانيا: أن يكون اتكالنا على الله تعالى دون اعتمادنا على الأسباب. ثالثا: أن نقبل قضاء الله وقدره فيما هو فوق طاقتنا ونطمئن إلى أنه خير للإسلام والمسلمين. السمة الثامنة عشرة قاعدة جديدة تنضم إلى الإسلام يقول المباركفوري: (وفي الطريق لقي النبي ﷺ أبا بريدة (١). وكان رئيس قومه، خرج في طلب النبي ﷺ وأبي بكر رجاء أن يفوز بالمكافأة الكبيرة التي كان قد أعلن عنها قريش، ولما واجه رسول الله ﷺ وكلمه أسلم مكانه مع سبعين رجلا من قومه، ثم نزع عمامته وعقدها برمحه، فاتخذها راية .. (٢». لقد كانت بيعة رسول الله ﷺ مع سبعين من الأنصار، ولا شك أن هؤلاء مقدمة للأنصار في المدينة. غير أن انضمام قافلة جديدة إلى موكب الإيمان من قبيلة أسلم، والتي كان بريدة بن الحصيب على رأسها قد مضى للإجهاض على محمد رسول الله ﷺ -عتبر هذا الأمر تغيرا خطيرا في مراحل الدعوة. فلم تعد المدينة وحدها صاحبة اللواء الإسلامي المرفوع. إذ انضم إليها حليف قوي من أسلم، بهذا التجمع الكبير والجمهرة الضخمة. وهذا يعني أن الطريق بين مكة والمدينة صار محفوفا بالمخاطر من هؤلاء وعلى الأقل

(١) الأصح أنه بريدة بن الحصيب الأسلمي كما في إمتاع الأسماع للمقريزي ص ٤٢. (٢) المباركفوري في - الرحيق المختوم - ص ١٩.

1 / 199