The Prophetic Biography between Narrated Traditions and Quranic Verses
السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية
ژانرونه
نحن بصددها.
أما ما ورد عن أبي بكر ﵁ فعن أبي هريرة: أن أبا بكر قال بعد نزول هذه الآية: «والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله». (١)
وزاد أنه ﵁ كان يرسل إلى الوفود إذا قدموا على رسول الله ﷺ من يعلمهم كيف يسلمون، ويأمرهم بالسكينة والوقار عند رسول الله ﷺ.
أما عمر ﵁ ففي صحيح البخاري: قال ابن الزبير: فما كان عمر يسمع رسول الله ﷺ بعد هذه الآية حتى يستفهمه. (٢)
وكان على هذا الأدب أصحاب النبي ﵊ حيث كان يأتي الأعرابي فيرفع صوته بحضرته فيعلمونه ويرشدونه بقولهم اخفض صوتك إنك عند رسول الله ﷺ. (٣)
مضى على تلك الأخلاق الحسنة الأجيال الفاضلة التي علت ودانت لها الدنيا، حتى ظهرت هذه الأخلاق الآثمة من الكفرة ومدعي الإسلام، تتنقص الرسول وتسيء إليه، وترفع صوتها فوق صوته، بل ترد قوله، وتمجد قول غيره وتعظمه وتنعق به، وتسير وراءه، وهنا مكمن الخطر، وموضع الزلل، وهو الشق الثاني في الآية الكريمة، الذي يبين عاقبة
(١) رواه الحاكم (٣٧٢٠) وقال على شرط مسلم ووافقه الذهبي (٥٠١/ ٢)، والبزار (٤٥)، (١١٠)، والبيهقي (١٥٢٠) (١٩٧/ ٢)، انظر الطاهر بن عاشور "التحرير والتنوير" (٢٢٠/ ٢٦)، وأبا السعود "إرشاد العقل السليم" (٦٠٨/ ٥).
(٢) البخاري (٤٨٤٥)، (٦٨٧٢)، والترمذي (٣٢٠٩)، وأحمد (١٥٧٧٣)، (١٥٧٤٦)، وإرشاد العقل السليم، والتحرير والتنوير (المصدران السابقان).
(٣) انظر أبا السعود "إرشاد العقل السليم" (٩٢/ ٣).
1 / 85