223

The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٤هـ

د چاپ کال

٢٠٠٣م

ژانرونه

وتقابل النبي ﷺ في هذه الرحلة مع عدد من رهبان أهل الكتاب، وكلهم نظروا إليه، وعلموا خبره ومآله. نزل في سوق بصرى في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب يقال له: "نسطورا"، فلما رآه الراهب قال لميسرة: يا ميسرة، مَن هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال ميسرة: رجل من قريش. فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، أفي عينه حمرة يا ميسرة؟ فقال ميسرة: نعم، لا تفارقه. فقال الراهب: هو، هو١!! اختلف مرة مع أحد التجار حول سلعة، فقال الرجل: احلف باللات والعزى.. فقال رسول الله ﷺ: "ما حلفت بهما قط". فقال الرجل: القول قولك.. ثم نظر إلى ميسرة، وقال له: هذا نبي هذه الأمة. وبالنسبة للتجارة فقد رَبِحَا رِبْحًا وفيرًا لم تره خديجة منذ أربعين سنة، فأحبه ميسرة وأطاعه، كأنه عبده، وقدرته وخديجة لمهارته وأمانته. ولما كانا "محمد وميسرة" عائدين بمر الظهران، قال ميسرة للنبي ﷺ: هل لك أن تسبقني إلى خديجة، فتخبرها بالذي جرى لعلها تزيدك بكرة إلى بكراتك، فركب النبي ﷺ قعودا أحمر، فتقدم حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة، وخديجة في علية لها، معها نساء فيهن نفيسة بنت منية، فرأت رسول الله ﷺ حين دخل وهو راكب على بعيره، وملكان يظلان عليه، فأرته نساءها فعجبن لذلك!! ودخل عليها رسول الله ﷺ وأخبرها بما ربحوا، فسرت بذلك. وقالت: أين ميسرة؟

١ سيرة النبي لابن هشام ج١ ص١٨٨.

1 / 235