وعن ابن عباس قال: دخل ناس من قريش على صفية بنت عبد المطلب فجعلوا يتفاخرون ويذكرون الجاهلية، فقالت صفية: منا رسول الله ﷺ، فقالوا: تنبت النخلة أو الشجرة في الأرض الكبا.
فذكرت ذلك صفية لرسول الله ﷺ، فغضب وأمر بلالا فنادى في الناس، فقام على المنبر فقال: "أيها الناس، من أنا؟ ".
قالوا: أنت رسول الله.
قال: "انسبوني".
قالوا: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.
قال: "أجل، أنا محمد بن عبد الله، وأنا رسول الله، فما بال أقوام يبتذلون أصلي؟! فو الله إني لأفضلهم أصلا وخيرهم موضعا" ١.
وعن ربيعة بن الحارق قال: بلغ النبي ﷺ أن قوما نالوا منه، فقالوا: إنما مثل محمد كمثل نخلة نبتت في كناس، فغضب النبي ﷺ وقال: "إن الله خلق خلقه فجعلهم فرقتين، فجعلني في خير الفرقتين، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلا، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا"، ثم قال: "أنا خيركم قبيلا وخيركم بيتا" ٢.
وعن عائشة ﵂ قالت: قال لي رسول الله ﷺ: "قال لي جبريل ﵇: قلبت الأرض مشارقها ومغاربها، فلم أجد أفضل من محمد، وقلبت الأرض مشارقها ومغاربها، فلم أجد أفضل من بني هاشم" ٣.
بهذه النصوص الكثيرة التي أوردتها تطمئن النفس على صدق ما تضمنته، وهو ما نريد إبرازه في إثبات علو نسبه ﷺ، وتمتع آبائه وأجداده بكرم الطبع، وشرف