95

The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني

خپرندوی

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٤هـ

د چاپ کال

٢٠٠٤م

ژانرونه

ثوبه، فإذا وضعها نفض كمه، ونظر إلى ثوبه فإذا أصابه غبار نفضه، فنظر إليه علي ابن أبي طالب وقال: لا يستوي من يعمر المساجدا ... يدأب فيها قائمًا وقاعدا ومن يرى عن الغبار عائدا فسمع عمار بن ياسر مقالة علي، فأخذ يرددها، وهو لا يدري من يعني بها علي ﵁ فسمعه عثمان بن مظعون فظن أنه يعرض به فقال له: يابن سمية ما أعرفني بمن تعرض. وكان مع عثمان جريدة فقال لعمار: لتكفن أو لأعرضن بها وجهك. فسمعه رسول الله ﷺ فغضب وقال: "إن عمار بن ياسر جلدة ما بين عيني وأنفي، ووضع يده بين عينيه"، فكف الناس عن عمار إلا أنهم قالوا له: إن النبي غضب فيك، ونخاف أن ينزل فينا قرآن. فقال عمار: أنا أرضيه كما غضب. فذهب عمار إلى رسول الله ﷺ وقال له: ما لي ولأصحابك؟. فقال ﷺ: "ما لك ولهم"؟. قال عمار: يريدون قتلي يحملون لبنة لبنة، ويحملون علي لبنتين لبنتين. فأخذ النبي بيده وطاف به المسجد، وأخذ يمسح جلد رأسه بيديه من التراب وهو ﷺ يقول: "يابن سمية ليسوا بالذين يقتلونك، تقتلك الفئة الباغية تدعوهم إلى الجنة، ويدعونك إلى النار". فقال عمار: أعوذ بالله من الفتن١. يروي البخاري بسنده عن أبي سعيد الخدري أن أصحاب النبي ﷺ كانوا يحملون لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي ﷺ فجعل ينفض التراب ويقول: "ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار" ٢.

١ سبيل الهدى والرشاد ج٣ ص٤٨٧، ٤٨٨. ٢ صحيح البخاري كتاب الصلاة، باب الحدث في المسجد ج١ ص٣٠٢.

1 / 105