180

The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني

خپرندوی

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٤هـ

د چاپ کال

٢٠٠٤م

ژانرونه

زاهرًا، وكان يهدي إلى النبي ﷺ هدية من البادية، فيجهزه النبي ﷺ إذا أراد أن يخرج إلى البادية إثابة على هداياه، وكان النبي ﷺ يحبه، ويداعبه، ويقول: "إن زاهرًا باديتنا ونحن حاضروه". وكان زاهر رجلا دميما، فأتاه النبي ﷺ يومًا وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه، وهو لا يبصره. فقال زاهر: من هذا؟ أرسلني!! فالتفت زاهر فعرف أنه النبي ﷺ فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي ﷺ حين عرفه. فجعل النبي ﷺ يقول: "من يشتري هذا العبد"؟. فقال: يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدًا. فقال النبي ﷺ: "لكنك عند الله لست بكاسد أنت عند الله غال" ١. ومن جملة ما ورد في مزاحه ﷺ، ما ورد عن أنس ﵁: أن رجلا أتى النبي ﷺ يستحمله -أي يطلب منه دابة- فقال له ﷺ: "إني حاملك على ولد الناقة". فقال: يا رسول الله ﷺ ما أصنع بولد الناقة؟ فقال ﷺ: "وهل يلد الإبل إلا النوق"؟ ٢. وجاءت امرأة فقالت: يا رسول الله ﷺ احملني على بعير. فقال ﷺ: "احملها على ابن بعير". فقالت: ما أصنع به؟ وما يحملني يا رسول الله؟ فقال ﷺ: "وهل يجيء بعير إلا ابن بعير". وروى ابن بكار عن زيد بن أسلم أن امرأة يقال لها أم أيمن الحبشية، جاءت إلى رسول الله ﷺ فقالت: إن زوجي يدعوك. فقال: "من هو؟ أهو الذي بعينيه بياض". فقالت: ما بعينيه بياض.

١ الفتح الربابي لتحقيق مسند الإمام أحمد الشيباني ج٢٢ ص٢٣٩. ٢ سنن الترمذي باب في المزاح ج٤ ص٣٥٧.

1 / 190