The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
خپرندوی
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى ١٤٢٤هـ
د چاپ کال
٢٠٠٤م
ژانرونه
فدفعها إلى أم أيمن وقال لها: "اجعلي منها قبضة في الطيب". أحسبه قال: "والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع"، فلما فرغت أم أيمن من الجهاز، وأدخلتهم بيتًا قال ﷺ: "يا علي لا تحدثن إلى أهلك شيئًا حتى آتيك". فأتاهم رسول الله ﷺ فإذا فاطمة متقنعة، وعلي قاعد، وأم أيمن في البيت، فقال: "يا أم أيمن ائتيني بقدح من ماء".
فأتته بقعب فيه ماء، فشرب منه، ثم مج فيه، ثم ناوله فاطمة، فشربت، وأخذ منه فضرب جبينها، وبين كتفيها وصدرها.
ثم دفعه إلى علي فقال: "يا علي اشرب". ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ثم قال: "أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرم تطهيرًا". فخرج رسول الله ﷺ وأم أيمن وقال: "يا علي أهلك" ١.
وكان لفاطمة منزلة خاصة عند أبيها ﷺ.
يروي الترمذي بسنده عن بريدة أنه قال: كان أحب النساء إلى رسول الله ﷺ فاطمة ومن الرجال علي٢ يقول إبراهيم بن سعيد يقصد من أهل بيته.
وعن عائشة ﵂: وكانت فاطمة ﵂ إذا دخلت على رسول الله ﷺ قام إليها، فقبلها، وأجلسها في مجلسه وكان النبي ﷺ إذا دخل عليها قامت له فقبلته، وأجلسته في مجلسها٣.
ثم إن علي بن أبي طالب ﵁ خطب بنت أبي جهل على فاطمة، فأتت فاطمة أباها، غاضبة تقول له: إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكحًا ابنة أبي جهل٤.
فجمع رسول الله ﷺ الناس ثم خطبهم. وقال: "إن فاطمة مني، وأني أتخوف أن تفتن في دينها"، ثم ذكر صهرًا له من بني عبد شمس، هو زوج زينب، فأثنى عليه في
١ الطبقات الكبرى ج٨ ص١٩، ٢٠. ٢ سنن الترمذي ج٥ ص٦٩٨. ٣ تحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي، باب ما جاء في فضل فاطمة ج١٠ ص٢٥٣ وهو حديث حسن غريب. ٤ صحيح مسلم بشرح النووي. فضائل فاطمة ج١٦ ص٤.
1 / 175