The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
خپرندوی
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى ١٤٢٤هـ
د چاپ کال
٢٠٠٤م
ژانرونه
المبحث الثامن: أبناء النبي ﷺ
وهب الله لنبيه ﷺ عددًا من الأبناء والبنات كلهم من خديجة ﵂ ما عدا إبراهيم فإنه من مارية القبطية.
وقد مات أبناء النبي ﷺ في حياته، ما عدا فاطمة ﵂ فإنها توفيت بعد رسول الله ﷺ بستة أشهر على الصحيح، وأبناؤه ﷺ هم على ترتيب ميلادهم:
الأول: القاسم ﵁
وهو أول أبنائه مولدًا، وبه كان يكنى رسول الله ﷺ على عادة العرب، وقد ولد القاسم، ومات بمكة قبل البعثة، وعاش سبعة عشر شهرًا فقط.
الثانية: زينب ﵂
وهي المولد الثاني لرسول الله ﷺ، وأكبر بناته، ولدت قبل النبوة في مكة، وتزوجت ابن خالتها أبا العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس فهو ابن أخت خديجة ﵂، وأمه هالة بنت خويلد، وكانت خديجة تحبه لما كان يتميز به، فهو من رجال مكة المعدودين، مالا وأمانة وتجارة، وقد رغبت خديجة ﵂ في تزويجه زينب، فسألت رسول الله ﷺ أن يزوجها له وكان رسول الله ﷺ لا يخالف طلبًا لخديجة وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي فزوجه، وكانت خديجة تعد أبا العاص بمنزلة ولدها، فلما أكرم الله رسوله ﷺ بنبوته آمنت به خديجة وبناته، فصدقته وشهدن أن ما جاء به الحق، ودن بدينه، وثبت أبو العاص على شركه.
وكان رسول الله ﷺ قد زوج عتبة، وعتيبة ابنا أبي لهب رقية وأم كلثوم فلما بادى قريشًا بأمر الله تعالى وبالعداوة، قالوا للأزواج: إنكم قد فرغتم محمد من همه، فردوا عليه بناته، فاشغلوه بهن، فأطاعهم أبناء أبي لهب، فلما مشوا إلى أبي العاص وقالوا له: فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت، قال لهم: لا والله لا أفارق صاحبتي، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش، وكان رسول الله ﷺ يثني عليه في مصاهرته خيرًا.
1 / 169