115

The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني

خپرندوی

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٤هـ

د چاپ کال

٢٠٠٤م

ژانرونه

ورزقني الله أولادها، وحرمني أولاد الناس" ١. يقول ابن إسحاق: كانت وفاة خديجة، وأبي طالب، في عام واحد، وتوفيت وهي بنت خمس وستين سنة، ودفنت في الحجون، ونزل رسول الله ﷺ حفرتها، ولم تكن شرعت صلاة الجنازة بعد٢. الزوجة الثانية: سودة بنت زمعة ﵂ تزوجها النبي ﷺ بعد موت خديجة ﵂، وكانت قبله زوجًا لابن عمها السكران بن عمرو، من السابقين إلى الإسلام الذين هاجروا إلى الحبشة الهجرة الثانية، جاء إلى مكة مع زوجته فتوفي بها ودفن بالحجون. والحكمة في زواجه ﷺ منها صيانتها من الشرك؛ لأنها لو عادت لقومها واحتاجت لهم لأهانوها، وعذبوها، وفتنوها في دينها، ولذلك صانها النبي ﷺ بالزواج وكفلها. توفيت سودة ﵂ في آخر خلافة عمر بن الخطاب ﵁ ودفنت بالبقيع. الزوجة الثالثة: عائشة بنت أبي بكر ﵂ عقد النبي ﷺ عليها في مكة قبل الهجرة وهي بنت ست سنوات، ودخل بها وهي بنت تسع سنوات، في شوال من السنة الأولى من الهجرة، وفي زواج النبي ﷺ من عائشة تكريم لأول أصحابه، وأعلاهم قدرًا، وأحبهم إلى قلبه ﷺ. وكان لعائشة منزلة في قلب رسول الله ﷺ، يقول ﷺ: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" ٣. تقول عائشة: كان رسول الله ﷺ ليتفقد يقول: "أين أنا اليوم؟! أين أنا غدًا"؟، استبطاء ليوم عائشة: فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري٤. ولم ينس الرسول ﷺ لأبي بكر سبقه للإسلام، ونصره لدين الله تعالى، وإعانته

١ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ج٩ ص٣٦١. ٢ صفوة الصفوة لابن الجوزي ج٢ ص٩. ٣ صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضل عائشة ج١٥ ص٢١١. ٤ صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضل عائشة ج١٥ ص٢٠٧، ٢٠٨.

1 / 125