180

The Prophetic Abandonments: Foundation and Application

التروك النبوية «تأصيلا وتطبيقا»

خپرندوی

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

ژانرونه

الله وتوبي إليه" فقالت: "أراك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك؟ " قال: "وما ذاك؟ " قالت: إنها حبلى من الزنى، فقال: "آنت" قالت: نعم، فقال لها: "حتى تضعي ما في بطنك"، قال: فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت، قال: فأتى النبي ﷺ فقال: قد وضعت الغامدية فقال ﷺ: "إذًا لا نرجمها وندع ولدها صغيرًا ليس له من يرضعه" فقام رجل من الأنصار فقال: "إليَّ رضاعه يا نبي الله"، قال: "فرجمها" (١). فليس في هذا الحديث أن النبي ﷺ جمع بين الجلد والرجم وقد ثبت أمر النبي ﷺ فيما ورد من حديث عبادة بن الصامت ﵁ قال: قال رسول ﷺ الله: "خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلًا: البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم" (٢). ولذا فقد اختلف الفقهاء في الجمع بين الحديثين. فذهب علي بن أبي طالب ﵁ إلى الجمع بين الرجم والجلد للحديث السابق، وهو قول الحسن البصري (٣) وإسحق بن راهويه (٤) ورواية عن أحمد

(١) مسلم (٣/ ١٤٢١ - ١٣٢٢/ ١٦٩٥) كتاب الحدود، باب من اعترف على نفسه بالزنا. (٢) رواه مسلم (٣/ ١٣١٦ / ١٦٩٥) كتاب الحدود، باب حد الزنا. (٣) هو: الحسن بن أبي الحسن يسار، أبو سعيد، مولى زيد بن ثابت الأنصاري، توفي سنة ١١٠ هـ، وأخباره مشهورة لا تحتاج إلى ذكر. [سير أعلام النبلاء (٥/ ٤٥٦)، وفيات الأعيان (٢/ ٦٩ / ١٥٦)]. (٤) هو: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم التميمي ثم الحنظلي المروزي شيخ المشرق، نزيل نيسابور، ولد سنة ١٦١ هـ، وارتحل إلى العراق في سنة ١٨٤ هـ وعمره =

1 / 151