الرسول ﵌ في عيون غربية منصفة
الرسول ﵌ في عيون غربية منصفة
خپرندوی
دار الكتاب العربى
د ایډیشن شمېره
الأول
د چاپ کال
١٤١٩
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
(من الخفض ضد الرفع فكان إذا نظر لم ينظر إلى شيء يخفض بصره لأن هذا من شأن من يكون دائم الفكرة لاشتغال قلبه بربه)، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، وكان جل نظره الملاحظة (المراد أنه لم يكن نظره إلى الأشياء كنظر أهل الحرص والشره بل بقدر الحاجة)، يسوق أصحابه أمامه (أى يقدمهم أمامه، ويمشى خلفهم تواضعا، أو إشارة إلى أنه كالمربى، فينظر فى أحوالهم وهيئتهم، أو رعاية للضعفاء وإغاثة للفقراء، أو تشريعا، وتعليما، وفى ذلك رد على أرباب الجاه وأصحاب التكبر والخيلاء)، وكان ﷺ يبدر من لقى بالسلام.
لقد كان النبى ﷺ من أكمل الناس شرفا وألطفهم طبعا وأعدلهم مزاجا وأسمحهم صلة وأنداهم يدا لأنه مستغن عن الفانيات بالباقيات الصالحات.
وقد أكد الرسول ﷺ على التواضع فى جملة فى الأحاديث منها:
قوله ﷺ: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائه خلقا» .
وقوله ﷺ: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم»، صحيح رواه أبو داود.
العفو عند الخصام
عن أبى هريرة ﵁، أن رجلا شتم أبا بكر والنبى ﷺ جالس يتعجب ويبتسم، فلما أكثر ردّ عليه بعض قوله، فغضب النبى ﷺ، فلحقه أبو بكر قائلا له: يا رسول الله كان يشتمنى وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت!!.
فقال له رسول الله ﷺ: «كان معك ملك يرد عليه، فلما رددت عليه وقع الشيطان (أى حضر) يا أبا بكر ثلاث كلهن حق: ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضى (أى يعفو) عنها لله ﷿ إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطيّة (أى باب صدقة يعطيها لغيره) يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة (أى يسأل الناس المال) يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلّة» .
1 / 247