17

The Problem of Extravagance in Muslim Society and Its Solution in Light of Islam

مشكلة السرف في المجتمع المسلم وعلاجها في ضوء الإسلام

خپرندوی

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢١هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

الآخرة، واستغرقوا أعمارهم في الشهوات النفسانية " (١) . وقد وردت مادة (ترف) في القرآن الكريم ثماني مرات، وكلها جاءت في سياق الذم للترف والمترفين، كقوله تعالى معللا تعذيب أصحاب الشمال ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ﴾ [الواقعة: ٤٥] (٢) . قال الشيخ عبد الرحمن السعدي (ت ١٣٧٦ هـ) في تفسير الآية: " أي قد ألهتهم دنياهم وعملوا لها وتنعموا، وتمتعوا بها، فألهاهم الأمل عن إحسان العمل، فهذا هو الترف الذي ذمهم الله عليه " (٣) . ومن يتأمل في واقع الترف وأهله يلحظ أنه يجيء تاليًا ونتيجة للسرف والتبذير، وكفى بهما ضررًا وشرًا. [الاقتصاد] (٤) أما الاقتصاد: فمصدر اقتصد. قال في تاج العروس: " القصد في الشيء: ضد الإفراط وهو ما بين الإسراف والتقتير، والقصد في المعيشة: ألا يسرف ولا يقتر، وقصد في الأمر: لم يتجاوز فيه الحد ورضي بالتوسط "؛ لأنه في ذلك يقصد الأسدّ كالاقتصاد، يقال: فلان مقتصد في المعيشة وفي النفقة وقد اقتصد، واقتصد في أمره: استقام. . . واقتصد في النفقة: توسط بين التقتير والإسراف، قال ﷺ: «ولا عال من اقتصد» (٤) ومن الاقتصاد ما هو محمود مطلقا، وذلك فيما له طرفان: إفراط وتفريط، كالجود فإنه بين الإسراف والبخل، وكالشجاعة فإنها بين التهور والجبن، وإليه الإشارة بقوله تعالى ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا﴾ [الفرقان: ٦٧] (٥) .

(١) فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني ٢ / ٥٣٤، الطبعة الثالثة. (٢) الواقعة: ٤٥. (٣) تيسير الكريم الرحمن ص ٧٧٤، مؤسسة الرسالة ١٤١٧هـ. (٤) سبق تخريجه في التمهيد: ص ٨. (٥) الفرقان: ٦٧.

1 / 21