44

The Poetic Evidence in Quranic Interpretation: Its Importance, Impact, and Methods of Exegetes in Citing It

الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم أهميته، وأثره، ومناهج المفسرين في الاستشهاد به

خپرندوی

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣١ هـ

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

كما إنه «يُروى أن رسول الله ﷺ سَمِعَ كعب بن مالك يُنشدُ: أَلَا هَل أَتَى غَسَّانَ عَنَّا ودُونَنَا ... مِن الأَرضِ خَرْقٌ غَوْلُهُ مُتَتَعْتِعُ مُجَالَدَنا عَن جِذْمِنا كُلّ فَخْمةٍ ... مُذرَّبَةٍ فيها القَوانسُ تَلْمَعُ (١) فقال: «لا تقل: عَنْ جِذْمِنا، وقل: عَنْ دِينِنا. فكان كعب يقرأ كذلك، ويفتخر بذلك، ويقول: ما أعانَ رسولُ الله ﷺ أحدًا في شعره غيري» (٢). مِمَّا يدل على معرفته بنقد الشعر وفهمه له ﵊. وروى السكريُّ أَنَّ كعب بن زهير ﵁ عندما أنشد قوله في وصف راحلته بين يدي الرسول ﷺ: وَجْناءُ في حُرَّتَيْها لِلبَصِيْرِ بِها ... عِتْقٌ مُبِيْنٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ استوقفه الرسول ﷺ وسأل الصحابة: "ما حُرَّتاها؟ " فقال بعضهم: عيناها، وسكت بعضهم. فقال رسول الله ﷺ: "هما أذناها"، نسبهما إلى الكرم. (٣) وذكر الزهري ما كان يحفظه النبي ﷺ من الشعر فقال: «كان رسول الله لا يقول من الشعر إلا ما قد قيلَ قبله» (٤)، أي أَنَّه كان يَحفظ من شعر الجاهلية. حكم الاستشهاد بالشعر في التفسير: أما حكم الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن، فقد نُقِلَ عن الإمام أحمد بن حنبل أنه «سُئِلَ عن القرآن تَمثلَ له الرجل بشيء من الشعر،

(١) المُجالدةُ: المدافعة، الفخمة: الكتيبة العظيمة، المذربة: المدربة على القتال، القوانس: جمع قونس، وهي أعلى خوذة الحديد. انظر: ديوانه ٥٦ (٢) الفاضل للمبرد ١٢، الروض الأنف للسهيلي ٦/ ١٠٤، جزء في أحاديث الشعر للمقدسي ١٠٧. (٣) انظر: شرح بانت سعاد لعبداللطيف البغدادي ١٣٠ - ١٣١، شرح قصيدة كعب بن زهير لابن هشام ٢١٠. (٤) أخبار النحويين البصريين ٨٤.

1 / 44