الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾ ١. المراد بالمثل في الآيتين: الحجة والشاهد والدليل على الحق.
يدل على ذلك أن الآية الأولى وردت بعد أدلة التوحيد والنبوة والتحدي بالقرآن٢.
وعلق ابن تيمية ﵀ على الآية الثانية بقوله: "ينبه على أنها براهين وحجج تفيد تصورًا أو تصديقًا"٣.
أي أن قول اللَّه تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَرّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنّاسِ مِن كُلّ مَثَلٍ﴾ يدل على أن اللَّه تعالى ذكر في كتابه أنواع الحجج والبراهين الشاهدة على الحق المبينة له.
وهذا المعنى هو المراد - واللَّه أعلم - بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ﴾ ٤.
أي ذُكِر دليل وحجة وشاهد ونصب وأشخص ليكون ماثلًا أمام عقولكم أيها الناس، فاستعموا له استماع تدبر وتعقل، ليتبين لكم عجز هذه الآلهة التي تُعبد من دون اللَّه وعدم أهليتها للألوهية وما يُصرف إليها