بطلان جميع الآلهة وتبين أن الإله الحق والمعبود بالحق هو اللَّه وحده كما نبه على ذلك جمع من أهل العلم منهم أبو العباس ابن تيميه وتلميذه العلامة ابن القيم وآخرون ﵏.
ومن أدلة ذلك قوله سبحانه: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّه هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ﴾ ١ فأوضح سبحانه في هذه الآية أنه هو الحق وأن ما دعاه الناس من دونه هو الباطل، فشمل ذلك جميع الآلهة المعبودة من دون اللَّه من البشر والملائكة والجن وسائر المخلوقات، واتضح بذلك أنه المعبود بالحق وحده، ولهذا أنكر المشركون هذه الكلمة وامتنعوا من الإقرار بها لعلمهم بأنها تبطل آلهتهم لأنهم فهموا أن المراد بها نفي الألوهية بحق عن غير اللَّه سبحانه ولهذا قالوا جوابًا لنبينا محمد ﷺ، لما قال لهم: قولوا: لا إله إلا اللَّه ﴿أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ ٢، وقالوا أيضًا: ﴿أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ﴾ ٣ وما في معنى ذلك من الآيات.
وبهذا التقدير يزول جميع الإشكال ويتضح الحق المطلوب واللَّه
١ سورة الحج الآية رقم (٦٢) .
٢ سورة ص الآية رقم (٥) .
٣ سورة الصافات الآية رقم (٣٦) .