وقال ابن جرير ﵀ في تفسير قوله تعالى في ذكر وصية نبي اللَّه يعقوب ﵇ لبنيه: ﴿إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ ١. قال:
"ويعني بقوله: ﴿مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي﴾ أي شيء تعبدون ﴿مِنْ بَعْدِي﴾؟ أي من بعد وفاتي؟ قالوا: ﴿نَعْبُدُ إِلَهَكَ﴾، يعني به: قال بنوه له: نعبد معبودك الذي تعبده، ومعبود آبائك إِبراهيم وإِسماعيل، وإِسحاق، ﴿إِلَهًا وَاحِدًا﴾ أي: نخلص له العبادة، ونوحد له الربوبية، فلا نشرك به شيئًا، ولا نتخذ دونه ربًا".٢
لفظ الجلالة (اللَّه): عَلَم على الإِله الحق المستحق وحده للعبادة، خالق كل شيء ومالكه وربه ومدبّره، الذي له المثَل الأعلى، والأسماء الحسنى، المتصف بجميع أوصاف الكمال، وهو اسم خاص به - سبحانه - لا يسمى به غيره.٣
١ سورة البقرة الآية رقم (١٣٣) .
٢ جامع البيان، (١/٦١٣) .
٣ المفردات، للراغب الأصفهاني، ص (٢١) .