130

The Parables of the Quran Illustrating Faith in God

الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله

خپرندوی

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

أخرى فإِن من علمها واعتنى بها كان ذلك دليلًا على علمه وفقهه.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي ﵀ في قوله تعالى: ﴿وَمَا يَعقِلهَا إِلا العَالمونَ﴾:
"وهذا مدح للأمثال التي يضربها، وحث على تدبرها وتعقلها، ومدح لمن يعقلها، وأنه عنوان على أنه من أهل العلم، فعلم أن من لم يعقلها ليس من العالمين، والسبب في ذلك، أن الأمثال التي يضربها اللَّه في القرآن إنما هي للأمور الكبار، والمطالب العالية، والمسائل الجليلة، فأهل العلم، يعرفون أنها أهم من غيرها، لاعتناء اللَّه بها، وحثه عباده على تعقلها، وتدبرها، فيبذلون جهدهم في معرفتها، وأما من لم يعقلها مع أهميتها، فإِن ذلك، دليل على أنه ليس من أهل العلم، لأنه إذا لم يعرف المسائل المهمة فعدم معرفته غيرها من باب أولى وأحرى، ولهذا، أكثر ما يضرب اللَّه الأمثال في أصول الدين ونحوها"١.
وقد عدها الإمام الشافعي ﵀ مما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن، فقال: "ثم معرفة ما ضرب فيه من الأمثال، الدوال على طاعته، المثبتة لاجتناب معصيته، وترك الغفلة عن الحفظ، والازدياد من نوافل الفضل"٢.

١ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، (٦/٨٩) .
٢ انظر: البرهان في علوم القرآن، (١/٤٨٦) .

1 / 143