215

The Music of Remembrance

العزف على أنوار الذكر

ژانرونه

وهذه الحقيقة التي لايمكن التوقف في التسليم بها فضلا عن إنكارها وجحدها دليلٌ على ما للقيم الصوتية: جرسًا وإيقاعًا من أثر في إيصال المعنى إلى القلب وتقريره فيه ليبعث صاحبه إلى ما يراد منه، وهذا ما جعل المكذبين بالقرآن الكريم في مكة يتناصحون بألا يستمعوا إليه، وأن يحرصوا على أن يلغوا فيه لعلهم يغلبون.
﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ (فصلت:٢٦)
﴿أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ (هود:٥)
ونحن نسمع الحق ﷿ يهدي عبده ونبيه سيدنا محمدًا ﷺ إلى أن يجير من يستجير به حتّى يسمع كلام الله ﷻ:
(وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ) (التوبة:٦)
فإنَّ مجرد استماعه كلام الله ﷻ فيه الحجة عليه (١)

(١) - يصحّ أن تؤوّل (حتّى) بـ (لام التعليل) أي من أجل أن يسمع كلام الله ﷻ وهو في جوارك آمن لا يخشى على نفسه، فيكون له ما يعينه من قرار النفس وطمأنينة القلب ما يجعله يستشعر ما في القرآن بمجرد السمع.
ويصح أن تؤول (حتّى) بـ (إلى) أي إلى أن يتمكن من أن يسمع كلام الله ﷿، فذلك كاف في إقامة الحجة عليه، وهذا من إبلاغ الرسالة له، ومن بعد أن يسمع كلام الله أبلغه مامنه.

1 / 215