The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future
تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا
ژانرونه
الاسمية - يفيدُ الدعاء، فكأنَّ الداعي يقول: اللهم اخلفني في أهلي أن تَلمَّ شعثهم وتداوي سقمهم وتحفظ عليهم دينهم وأمانتهم، أي أنت تقوم مقامي في إصلاح أمرهم (١).
وأما ما ورد عن أبي بكر ﵁ أنَّه جاءه أعرابي فقال له: أنت خليفة رسول الله ﷺ؟ قال: لا. قال: فما أنت؟ قال: الخليفة الذي يقوم مقام الذاهب ويسد مسدَّه، أنا الخالفة. فإنَّه قاله ﵁ تواضعًا وهضمًا لنفسه، وقد ظل الصحابة ينادونه بالخليفة لا بالخالف، لمعرفتهم بقصده هذا (٢).
المعنى العام لكلمة خليفة (ما نفهمه من كلمة خليفة):
إنَّ كلمة (خليفة) تتضمن الإشارة إلى الزمن حيث أن هناك دائمًا لاحقًا لسابق، وهي تتضمن أيضًا موضوعًا يتم الاستخلاف فيه، ووسائل تعين على هذا الاستخلاف.
فخلافة اللاحق تعني فرصته الزمنية في الحياة، وفي الخضوع لامتحان الله له، والمتمثل بامتثاله أو عدم امتثاله لأمر الله ﷾، وهذا هو الموضوع الذي تدور حوله الخلافة، وبهذا الفهم فالخلافة تكون لكل عاقل وليس فقط لرئيس الدولة، وإن انصرف الإطلاق إلى رئيس الدولة فلعظم مسؤوليته في تطبيق شرع الله تعالى.
وأما وسائل الاستخلاف فهي تلك الصفات المستعارة من الله تعالى، والتي بها أصبح الإنسان مكلفًا، وهي السمع والبصر والفؤاد وغيرها من الصفات المساعدة في مهمة الاستخلاف والمشار إليها بقوله ﷿: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ
_________
(١) تحفة الأحوذي: ٩/ ٢٨٠ عند الكلام عن الحديث السابق تخريجه في الحاشية السابقة.
(٢) مآثر الإنافة للقلقشندي: ١/ ١٤.
1 / 16