112

The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

ژانرونه

معاوية ﵁ في كل سنة مائة ألف (١). وكان هدف الحسن بن علي ﵁ من مصالحة معاوية حقن دماء المسلمين، لعلمه أنه لا تغلب طائفةٌ الأخرى حتى تذهب أكثرها (٢)، وهذا ما قاله لما تم الصلح بشروطه، فقد برز الحسن ﵁ بين الصفين وقال: إني قد اخترت ما عند الله وتركت هذا الأمر لمعاوية، فإن كان لي فقد تركته لله وإن كان له فما ينبغي أن أنازعه ثم قرأ: ﴿وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ الأنبياء /١١١، وكبر الناس فرحًا واختلطوا من ساعتهم وسُمِّيت سنة الجماعة وتمت الخلافة لمعاوية ﵁ من يومئذ (٣). وكان يقول بعد ذلك: «قد كانت جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت ويسالمون من سالمت فتركتها ابتغاء وجه الله وحقن دماء أمة محمد ﷺ» (٤). وكان خلع الحسن ﵁ نفسه من الولاية وتسليم الأمر لمعاوية ﵁ في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين (٥)، وقيل في جمادى الأولى (٦)، فكانت خلافته خمسة أشهر ونحو نصف شهر وقيل سبعة أشهر وعشرًا، وكان في خلعه نفسه وتسليم الأمر لمعاوية ﵁ ظهور معجزتين للنبي ﷺ إحداهما: أن النبي ﷺ قال في حقه: «ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» (٧) فكان الأمر كذلك، والثانية: أنه حسب يوم تسليمه فكان تمام ثلاثين سنة وأن رسول الله ﷺ قال: «الْخِلافَةُ فِي أُمَّتي ثَلاثُونَ سَنَةً ثُمَّ مُلْكٌ بَعْدَ ذَلِكَ» (٨).

(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص ١٩٣. (٢) سير أعلام النبلاء للذهبي: ٣/ ٢٧٧. وانظر فقه الخلافة للسنهوري: ص ٢٦٣. (٣) شذرات الذهب لابن العماد: ١/ ٥٢. فيض القدير للمناوي: ٢/ ٤٠٩. (٤) حلية الأولياء للأصبهاني: ٢/ ٣٧. (٥) ممن ذكر ذلك ابنُ حبان في صحيحه: ١٥/ ٣٨. قال: سلمَّ الحسنُ الأمر إلى معاوية يوم الاثنين لخمس ليال بقين من شهر ربيع الأول، وسميت هذه السنة سنة الجماعة. وانظر سير أعلام النبلاء للذهبي: ٣/ ١٤٦. (٦) انظر سير أعلام النبلاء للذهبي: ٣/ ٢٧٨. تاريخ الطبري: ٣/ ٢٦١. (٧) رواه عن أبي بكرة كل من: البخاري في صحيحه: ٢/ ٩٦٢ كتاب الصلح، باب قول النبي للحسن بن علي «ابني هذا سيد» رقم (٢٥٥٧). والترمذي في سننه: ٥/ ٦٥٨ كتاب المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رقم (٣٧٧٣). والنسائي في سننه: ٣/ ١٠٧ كتاب الجمعة، باب مخاطبة الإمام رعيته وهو على المنبر رقم (١٤١٠) عن أبي بكرة. وأبو داود في سننه: ٤/ ٢١٦ كتاب السنة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة، رقم (٤٦٦٢). وأحمد في مسنده: ٣٤/ ١٣٨ في مسند البصريين رقم (٢٠٤٩٩) قال المحقق: حديث صحيح. (٨) مآثر الإنافة للقلقشندي: ١/ ١٠٨. والحديث سبق تخريجه في ص (٢٠) حاشية (٤).

1 / 111