The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future
تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا
ژانرونه
الصلح على الحسن ﵁ وبعث إليه عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز للمفاوضة معه، فقبل الحسن ﵁ الصلح واشترط شروطًا تعهد له بها هذان الرجلان، ووافق معاوية عليها فيما بعد.
وكان الحسن بن علي ﵄ ميالًا للصلح بين الناس فبعد رفض معاوية بيعةَ أبيه علي ﵁ حتى يقتص من قتلة عثمان ﵁، دخل الحسن بن علي ﵄ على أبيه ودعاه إلى القعود وترك قتال معاوية ﵁ (١).
وقد كان معاوية ﵁ يعلم أن الحسن ﵁ أكرهُ الناسِ للفتنة فلما توفي علي ﵁ بعث إلى الحسن ﵁ فأصلح ما بينه وبينه سرًا وأعطاه معاوية ﵁ عهدًا إن حدث به حَدَثٌ والحسن حي ليسمينَّه وليجعلنَّ الأمر إليه فلما توثق منه سلَّم له وبايعه (٢).
ولعل ما ذكره الطبري من أن الحسن ﵁ راسل معاوية ﵁ بالصلح بعد الحادثة التي حصلت في جيشه عند سريان الشائعات بمقتل قيس بن سعد ﵁ قائد مقدمة جيشه، وقيام الغوغاء بمهاجمته ونهب سرادقه، أقول لعل مراسلته لمعاوية ﵁ كانت بعد عرض معاوية ﵁ الصلح عليه أولًا، والله أعلم (٣).
شروط الصلح:
اشترط الحسن ﵁ على معاوية ﵁ عددًا من الشروط وهي:
١) أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وبسيرة الخلفاء الصالحين (٤).
(١) تاريخ الطبري: ٣/ ٤. (٢) سير أعلام النبلاء للذهبي: ٣/ ٢٦٤. (٣) انظر تاريخ الطبري: ٣/ ١٦٥. (٤) فتح الباري لابن حجر: ١٣/ ٦٣. المدائني فيما رواه عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج: ٤/ ٨. وانظر البداية والنهاية لابن كثير: ٨/ ١٨ - ١٩ حاشية (٣) لمحقق الكتاب.
1 / 109