The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future
تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا
ژانرونه
(١) لما بعث عثمانُ بن حنيف عاملُ علي على البصرة بكعب بن سور إلى المدينة ليسأل هل بايع طلحةُ والزبيرُ مُكرَهين أو لا، بناء على الاتفاق الذي أبرمه معهما ومع السيدة عائشة، بعد نزاع بينهما في البصرة للسيطرة عليها وقتلِ قتلة عثمان فيها، أقول مما يدل على قوة الفتنة هو أنه لما سأل كعبٌ الصحابةَ في المدينة لم يجبه أحد منهم، فلما قال له أسامة بن زيد أنهما بايعا مكرهين، وثب الناس في وجهه ومنهم سهل بن حنيف، فخشي الصحابة على أسامة أن يقتل فقام عدد منهم - من بينهم صهيب بن سنان وأبو أيوب بن زيد ومحمد بن مسلمة- فقالوا مثله فتركه الناس. انظر: تاريخ الطبري: ٣/ ١٧. البداية والنهاية لابن كثير: ٧/ ٢٦٠. (٢) لا شك أن سيدنا عليًا ﵁ كان سيأخذ بالقصاص من قتلة عثمان بعد أن يستتب الأمر وتهدأ الفتنة، فقد اقتص ممن قتل عبدَ الله بن خباب وزوجتَه من الخوارج، وعثمان ﵁ ليس أقل عنده منهما. انظر: الكامل لابن الأثير: ٣/ ٨٥. تاريخ الطبري: ٢/ ٧٠٢ - ٧٠٣ و: ٣/ ١١٩، ١٢٠. البداية والنهاية لابن كثير: ٧/ ٢٥٥. البحر الزَّخَّار لابن المرتضى: ٥/ ٤٢٣. المنية والأمل لابن المرتضى: ص ٩٢. الفصل في الملل لابن حزم: ٤/ ١٢٦. حاشية العدوي على كفاية الطالب: ١/ ١٣٠. وهذا هو رأي الإمامية: حيث قالوا: " ولو أتلف الباغي على العادل مالًا أو نفسًا في حال الحرب ضمنه ". انظر: شرائع الإسلام للحلي: ١/ ٣٠٩. (٣) صفين لنصر بن مزاحم: ص ٨٢. وقد ورد ما يدل على أن هذا ما كان قد شاع بين بعض الصحابة وليس فقط عند معاوية ﵁؛ انظر: المستدرك على الصحيحين: ٣/ ١١٤ رقم (٤٥٦٧): جاء علي بن أبي طالب ﵁ إلى زيد بن أرقم ﵁ يعوده وعنده قوم فقال علي ﵁: اسكنوا أو اسكتوا فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم. فقال زيد ﵁: أنشدك الله أنت قتلت عثمان ﵁؟ فأطرق علي ﵁ ساعة ثم قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما قتلته ولا أمرت بقتله. وانظر: نهاية المحتاج للرملي: ٧/ ٤٠٣ حيث أشار إلى تبرأ علي ﵁ من قتل عثمان. تاريخ الطبري: ٣/ ٣٧ عندما قال طلحة ﵁ لعلي ﵁ قبل بدء القتال في وقعة الجمل: ألَّبتَ الناسَ على عثمان ﵁، فقال علي ﵁: يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين، يا طلحة تطلب بدم عثمان ﵁ فلعن الله قتلة عثمان ﵁. وانظر أيضًا تاريخ الطبري: ٢/ ٧٠٤ حيث اتهم عليٌ ﵁ بدوره طلحةَ ﵁ والزبيرَ ﵁ بقتل عثمان ﵁، أي بشكل غير مباشر، ويبدو أن الزبير ﵁ كان أيضًا من الطامعين بالخلافة ومنذ وفاة النبي ﷺ فقد تأخر عن مبايعة أبي بكر ﵁ قليلًا، وكان الناس يعلمون أهليته للخلافة ويتوقعونها له بعد عثمان ﵁ كما حصل من عثمان ﵁ في عام الرعاف. انظر مسند أحمد: ١/ ٥٠٤ رقم (٤٥٥) من مسند عثمان ابن عفان بلفظ: «أصاب عثمان رعاف سنة الرعاف حتى تخلف عن الحج وأوصى، فدخل عليه رجل من قريش فقال: استخلف. قال: وقالوه؟ قال: نعم قال: من هو؟ قال: فسكت، قال: ثم دخل عليه رجل آخر فقال له مثل ما قال الأول، ورد عليه نحو ذلك، قال: فقال عثمان: قالوا الزبير؟ قال: نعم. قال: أما والذي نفسي بيده إن كان لخيرهم ما علمت، وأحبهم إلى رسول الله ﷺ».
1 / 101