159

The Mosques: Houses of God

المساجد بيوت الله

ژانرونه

ويدل على ضعف ذلك حديث أنس - رضى الله عنه- حينما صلَّى خلف النبي ﷺ فوقف اليتيم بجوار أنس ﵁.
ولو كان الصبي يُمنع من الصف مع الرجال، لقام أنس ﵁ -عن يمين النبي ﷺ واليتيم خلفهما، والله أعلم. (١)
فإذا كان الصبي يعقل ويصطف كغيره من المصلِّين فهنا لا حرج، بل كل الخير في إحضاره إلى المسجد لترغيبه في الصلاة وليتعلق قلبه ببيت الله ﷿.
قال السعدي: "الصبي الذي يعقل الصلاة لا يجوز إبعاده عن الصف، ولا يؤخرعنه، لأنه استحق المكان، فيترك فيه لأجل ترغيبه في الصلاة" ا. هـ.
قلت: كما أنَّ جعل الصبيان في صفوف خلف الرجال - مع ما فيه من مخالفة السنة - يترتب عليه مفسدة؛ وذلك بالتشويش على المصلين،حيث أنَّ اجتماع الصبيان يشجع بعضهم بعضًا على التلاعب أثناء الصلاة.
فائدة: ما رُوى مرفوعًا (جنِّبوا صبيانكم مساجدكم) فهذا ممَّا يستدل به الكثيرعلى عدم جواز اصطحاب الأطفال إلى المساجد، ولكنه لم يصح سنده عن النبي ﷺ. (٢)
فصل في: صلاة النفل في البيوت: -
ومن المسائل الهامة التي تتعلق بهذا الباب من أحكام المساجد: صلاة النفل في البيوت، فقد دلت أدلة الشرع على أفضلية صلاة السنن في البيوت عن أدائها في المساجد، ونذكر من هذه الأدلة: -
١ - عن زيد بن ثابت - رضى الله عنه - أنَّ النبي ﷺ قال: أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة. (٣)

(١) أخرجه البخاري (٣٨٠) ومسلم (٦٥٨)
(٢) وسيأتي تخريجه وبيان سبب ضعفه في فصل: "أحاديث لا تصح في باب المساجد".
(٣) رواه الجماعة.

1 / 159