The Misrepresented Reformer: Sheikh Muhammad ibn Abd al-Wahhab

Ahmad ibn Hajar Al-Butami d. 1423 AH
124

The Misrepresented Reformer: Sheikh Muhammad ibn Abd al-Wahhab

الشيخ محمد بن عبد الوهاب المجدد المفترى عليه

خپرندوی

دار الفتح الشارقة

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤١٥هـ

د چاپ کال

١٩٩٥م

د خپرونکي ځای

الإمارات العربية المتحدة

ژانرونه

ما لا يشاهد الآدمي، وقال تعالى ﴿قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ . وهذا القول "إن من جودك الدنيا.... الخ" عدوان على مقام الله، وأي عدوان أكبر من هذا؟ إن الدنيا والآخرة هما من جود الله ﷾ ومن فضله لقوله تعالى ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ . وكيف يجود ﷺ والله ﷻ قد خلق السموات والأرض وما فيهما قبل أن يخلق محمدا بملايين السنين، وقال الله تعالى آمر نبيه ﷺ بقوله ﴿قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾ . ولو كان مالكا وواهبا لأقل مما ذكره الشاعر، لاستطاع أن ينفع ويضر على الأقل. وقوله: ومن علومك علم اللوح والقلم: لما بلغ في مدح النبي ﷺ وإطرائه ووصفه بكون الدنيا والآخرة من جوده ﷺ، فتعدى في وصفه بالجود ناسبا في زعمه أن يصفه في سعة العلم، فقال: ومن علومك ... الخ. يعني أن علم اللوح والقلم من بعض علومك. أما اعتذار بعض الناس، بأن المراد باللوح هنا: اللوح الذي يكتب فيه الناس والقلم الذي يكتبون به، فهذا الاعتذار غير مجد لما قدمناه، ولأن مقتضى لفظه أن أل في اللوح والقلم للعهد الذهني، فلا يقع في ذهن السامع غير اللوح المحفوظ والقلم الذي جرت به المقادير. ولو أراد أقلام الناس لم يخص اللوح، بل يأتي بلفظ يعم ما يكتبون فيه من لوح وقرطاس وغيره، وأيضا فالناس يكتبون بأقلامهم الحق والباطل، ويكتبون الكفر والسحر والشعر وجميع العلوم الباطلة مما ينزه الرسول ﷺ من إضافته إليه، ويكتبون بعد موته ﷺ الرسائل والمداينات وغير ذلك مما يقع في غد، وذلك من الخمس التي لا يعلمها إلا الله، وقد قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله

1 / 126