The Messenger Leader
الرسول القائد
خپرندوی
دار الفكر
د ایډیشن شمېره
السادسة
د چاپ کال
١٤٢٢ هـ
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
وأن ينالوا بهذه الهدنة الاستقرار ليتفرغوا لتجارتهم، وهذا أهم هدف حيوي بالنسبة لقريش.
فماذا كانت النتيجة؟
وفد أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية من مكة الى المدينة مسلما بغير رأي مولاه وهو ثقفي حليف لبني زهرة، فكتب أزهر بن عوف والأخنس بن شريق الى النبي ﷺ كي يرده، وبعثا بكتابهما مع رجل من بني عامر ومعه مولى لهما.
قال النبي ﷺ: (يا أبا بصير! إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت، ولا يصح لنا في ديننا الغدر، وإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا، فانطلق الى قومك) ...
قال أبو بصير: (يا رسول الله! أتردّني الى المشركين يفتنونني في ديني)؟
فكرّر الرسول ﷺ عليه قوله الأول.
انطلق أبو بصير مع الرجلين، حتى اذا كان بذي الحليفة «١»، سأل حارسه العامري أن يريه سيفه، وما أن استوت قبضته في يده حتى علا به العامري، فقتله؛ فعاد المولى يعدو ناحية المدينة، حتى أتى النبي ﷺ، فلما رآه قال: (قتل صاحبي) ! ثم ما برح حتى طلع أبو بصير متوشحا السيف موجها الحديث الى الرسول ﷺ: (يا رسول الله! وفت ذمتك وأدّى الله عنك. أسلمتني الى القوم وقد امتنعت بديني أن أفتن فيه أو يعبث بي) .
لم يخف الرسول ﷺ إعجابه به وتمنيه لو كان معه رجال، وقال النبي ﷺ لأصحابه عن أبي بصير: (ويل أمه! مسعر حرب لو كان معه رجال) !
(١) - ذو الحليفة: قرية بينها وبين المدينة ستة أو سبعة أميال، وهي ميقات أهل المدينة الذي يحرمون عنده للحج.
1 / 285